التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 136,951
عدد  مرات الظهور : 127,315,068

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > جمهوريات نور الأدب > جمهوريات الأدباء الخاصة > مدينة د. منذر أبو شعر
مدينة د. منذر أبو شعر خاصة بكتابات وإبداعات الدكتور منذر أبو شعر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 17 / 01 / 2012, 45 : 01 PM   رقم المشاركة : [1]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

عبر من الأحاديث الشريفة

عِبَر من وحي الأحاديث الشريفة
قصة للأولاد

غداً يكون ربيع

1

[align=justify]كان المطر يهطل بغزارة، وكان الليل حالكاً قد أطبق على دمشق. وكنت أشعر بالحزن ينسرب إلى جسمي كلّه، وبالأسى يخيّم عليَّ. ولأول مرة أعرف ما معنى الرحيل.
كنت أشعر بالغصة تكويني، وكنت أتطلع إلى أمي ووجهها المتغضن المليء بالتجاعيد، فأرى دموعها الغزيرة ككرات بيضاء متلاحقة، أو كحبات لؤلؤ انفرط عقدها؛ فكنت أعاود البكاء بحرقة، فتربت أمي على كتفي وتقول:- لا تبك يا حبيبي.
بينما كان أبي، الذي قد أفاق من سكره، واقفاً بجمود، يرمقني بنظرات ثابتة.
وظلَّ المطر يهطل.
كنا، قبل لحظات، قد ودَّعنا أختي الوحيدة التي سافرت مع زوجها إلى ليبيا للعمل، وكان رحيلها وقتذاك يعني أشياء كثيرة، ربما لم أعرف معناها في وقتها، إذ كنت في الصف السادس لا أزال.. لكنني الآن أتصور مدى الفراغ والقسوة التي خلَّفها الرحيل، والتي تحمَّلت أمي وقعها بكل ثبات. (فطاهرة)، أختي الوحيدة، كانت تُعَدُّ - في الواقع- هي المسؤولة عن منزلنا. وكانت أجرتها من الوظيفة تشكّل المورد الوحيد لعائلتنا، لأن أبي - للأسف الشديد - كان يذهب بمرتَّبه الشهري إلى جحيمه، أي إلى مشروبه بمعنى آخر! ولم تستطع أمي أبداً - في يوم ما - أن تمنعه من ذلك، ولم تملك سوى الدموع والدعاء. لكن، هل الدعاء بلا عمل يفيد ؟
ومشينا بخطوات حزينة إلى سيارتنا، وأجهشتْ أمي بالبكاء ثانية. فعبس أبي بوجهها، وقال بغضب:- ادخلي ! ادخلي. يا لك من زوجة بلهاء.
فأمسكتْ أمي بيدي، ودخلنا السيارة.
وفي الواقع، لم تكن عربتنا سيارة بالمعنى الحقيقي، بل كانت حديداً قديماً كثور بال مهمل.. وكثيراً ما تساءلتُ كيف تمكَّن أبي من شرائها، ومن أين له ثمنها، وجيوبه دائماً خاوية ؟! فكانت أمي تجيبني بلهجة لا تتغير:- مازلت صغيراً الآن. غداً تكبر وتعرف كل شيء.
ولقد أخبرتني أمي، فيما بعد، أن أبي اشتراها بالقمار من رجل إنكليزي سيئ الحظ، لعب مع أبي وخسر ماله، فأعطاه الإنكليزي تلك السيارة بدل النقود، وعدَّها أبي وقتها صفقة رابحة.
** ** **
[/align][align=justify][/align]
2

[align=justify]كان الطريق طويلاً، والظلام مطبقاً بلا نجوم، والمطر لا يكفُّ عن الهطول. وتحرك أبي، ومدَّ يده إلى صدره، وأخرج زجاجة خمر قدر الكفّ، لها بريق أحمر كعيون شيطان، فصرخت أمي:- ويلك ! لا تشرب ! ستسكر الآن.
وضحك والدي بصخب:- لا تخافي ! أنتن النساء رقيق قلبكنَّ.
فخبطت أمي يدها على صدرها:- ليس من أجلي، بل من أجل عاصم.
ولما بدا وكأنه لا يسمع، هتفتْ بألم:- ارحمنا يا رب.
وأغمضتْ عينيها بفزع.
جرع والدي من الزجاجة، ونظر إلى أمي هازئاً:- انظري، هل سكرت ؟! هل حدث شيء مما تقولين ؟
فأشارت بأصبع مرتجفة إلى الطريق:- انظر أمامك ! لا تكن متهوراً.
فأدار وجهه:- هه.. وماذا حصل ؟! هذا هو الطريق لاحباً أراه.
وضغط على البنزين، فأزَّت السيارة العجوز على الطريق المبتل.
لم أكن خائفاً وقتها، بل كنت مسروراً وأنا أرى السيارة تنطلق كالسهم، وأضحك من أمي المذعورة ومن يدها المتشبثة بيدي..
ونسيتُ للحظات أختي (طاهرة).
ولمَّا نظرتُ إلى أبي بعد دقائق، رأيتُه قد جرع الزجاجة كلَّها، ورماها من النافذة. وأخذ ضحكه يتعالى كطلقات مدفع:- هل حصل شيء ؟! قولي لي ! ثم وضع يده على رأسه وضغط بشدة، وقال:- أشعر بألم فظيع.
فتوسلتْ أمي إليه:- أوقف السيارة ! إنه بداية السكر.
ولم تتم كلماتها، ولم أعد أعِ شيئاً.
أذكر أنني سقطت في حفرة مظلمة، ودارت كرات ملونة في رأسي.. وتتالت صور كثيرة مهزوزة.. وأذكر كيف سمعت صرخة أمي، وصوت ارتطام السيارة.
** ** **
[/align][align=justify][/align]
3

[align=justify]وعندما فتحتُ عينيَّ، أدرت وجهي، وبكيت بحرقة:- أمي.. أبي.
لكني لم أرهما، وصافحت عيناي الجدران البيضاء ووجوه الأطباء ومساعديهم. وتمتمتُ: أنا في المستشفى إذن !؟
وتذكرتُ ما حدث، وقلتُ بأسى:- ملعونة الخمرة أم الخبائث.
ثم صرتُ ألقي نظرة على جسمي، متحسساً مواضع الألم. ولما رفعتُ يدي، هالني أنني صرتُ مقطوع اليد. فصرختُ:- رباه ! يدي، يدي.
وتحركتُ بانزعاج، فأصدر السرير صوتاً كآهة. فانتبهت الممرضة إليَّ، وأقبلت نحوي وهي تقول:ـ الحمد لله ! الحمد لله ! استيقظتَ أخيراً. الحمد لله.
فلم أجبها، إذ كنت أريد أن أعرف ما حلَّ بأمي وأبي. وقلت بانزعاج بالغ:- أريد أن أراهما ! أريد أمي وأبي.
فهدَّأتني قائلة:- صبراً.. ما زلت طريَّ الجروح.
فلم أملك شيئاً سوى النحيب المتواصل. وعلمت أن أبي قد مات، وأمي كسيحة صارت. ومنذ ذلك اليوم البعيد، بدأت مأساتي، بسبب تلك اللعينة.. الخمرة.
** ** **
[/align][align=justify][/align]
4

[align=justify]إلى من نلتجئ ؟ وهل نرسل إلى أختي ؟
كنا في مأزق حقيقي، فأنا صغير لا أزال، وأمي لن تقدر على الحركة بعد اليوم، ومرتب والدي لن يكفينا أبداً. وبكيتُ:- يا رب، لم صار كل ذلك !؟
فنهرتني أمي بغضب:- تأدَّبْ يا عاصم ! تذكَّرْ رحمة الله التي وسعت كلَّ شيء. فلو كان ذهب أحدنا، أنا أو أنت، فمن كان سيبقى لنا ؟! قل لي من كان سيبقى ؟
وزحفتْ نحوي وضمتني إلى صدرها بحنان. فبكيتُ بحرقة وأنا أقبل خدها. وشعرتً بدموعها تغسل وجهي وقلبي..
وقررتُ ذلك اليوم أن أترك المدرسة، وأذهب لأعمل في أية حرفة. لكنني تذكرت يدي المقطوعة، وخجلي من عاهتي التي ستلازمني طيلة عمري. فقلت لأمي:- لن أذهب إلى المدرسة.. لن أذهب أبداً ! وسأعمل منذ هذه اللحظة ! لا ! بل سأبقى في البيت.
فدهشتْ وقالتْ:- يا ويلي ! وعلى من نعتمد في المستقبل ؟
فأجبتها وأنا أهرب من نظراتها:- هل نسيت يدي المقطوعة ؟! أنا الآن مشوَّه ! أتعرفين ما معنى مشوَّه ؟! إنَّ رفاقي سيجتمعون حولي ويمسكون يدي المقطوعة، و يهزؤون مني ! وقد يرمونني بنظرات استغراب وقرف، بعد أن يتحدثوا عني، ويحكوا عليَّ.
وقاطعتني:- عاصم ! أنت تقول ذلك ؟! يا صغيري الجاهل ! ماذا أقول أنا المشلولة إذن ؟
وهزَّت رأسها الذي علاه الشيب:- احمد ربك أنك في صحة جيدة، وأنك لازلت تتمتع بقواك.
وشدَّت على يدي:- عاهدني ألاَّ تعود إلى مثل ذلك أبداً.[/align][align=justify][/align][align=justify][/align]
5

[align=justify]ومن وقتها، أخذتْ أمي تعلمني الكثير، وتمسك بيدي لأبدأ رحلة الإيمان والتعرف على طريق الدين الحق.
فكثيراً ما كنت أقضي الليالي الطوال معها وهي تحدثني عن معنى الصبر، ومن أين يستمده الإنسان، وكيف نستطيع أن نملك القدرة على الثبات. مؤكِّدة في كل مرة أنَّ المسلم لن يتعلم ذلك كله، إلاّ إذا درَّب نفسه على الإخلاص لدين الله، والإخلاص لن يكون إلاَّ إذا توجَّه الفرد إلى الله تعالى بخالص النية والعمل.
وكثيراً ما قالت لي وأنا جالس بقربها:- ها أنذا قد عُطِّلت ساقاي، ولو لم أكن على ثقة من أنَّ أمر المؤمن كله خير، لما قدرت على احتمال عجزي.
وتمسح على رأسي وتتابع: - قل لي: هل يستطيع البعيدون عن الدِّيْن أن يقاوموا المصائب بشجاعة وثبات ؟ بل هل يصبرون صبر الواثق، العارف أنَّ الفرج قريب مهما طال ؟
وتتطلع بعينيها الصافيتين إلى المدى البعيد، موقنة أنني أعرف الجواب، فيعاود فمها الانفراج عن ابتسامة:- أتراك فهمت ؟
فأهز رأسي بالإيجاب.
وكان من المنطقي بعد حديثها عن الصبر، وصدقها في الحديث، أن أنسى ببساطة يدي، لكن للحق أقول، إنَّ شعور الخجل من منظرها لم يفارقني بسرعة، وهذا ما حزَّ في نفس أمي.. فكثيراً ما بللتُ وسادتي، وصرختُ مناجياً ربي في الليالي المظلمة. وكثيراً ما شعرتُ بالغصَّة، كأن يداً قوية تضغط على عنقي، فأهتف:- ربي ارحمني، وأنزل عليَّ رحمتك.
فتسمع أمي صوتي الخاشع، فتأتي زاحفة نحوي، وتُعاود الحديث عن الصبر بطريقة أخرى.. فتتحدث عن سيدنا أيوب عليه السلام، كيف أنهكته الأمراض وظل صابراً. فينشرح صدري، بينما يأخذها رطب الحديث، فتطيل الكلام، ويهرب النوم من جفوني، ويشدُّ انتباهي صوتها الهادئ وإيمانها العميق. ثم تصمت فجأة وتقبلني:- هل تريد أن تنام ؟
فأضحك بعذوبة:- أبداً ! تابعي. أنا مصغ.
فتتكلم حتى ينجلي الليل. فأرقب الفجر وهو يتسلل إلى الكون بنوره المشرق، وأشعر بحلاوة الإيمان، وتغسل كلمات المؤذن روحي.
وكنت حزيناً رغم كل ذلك، وطابع الغربة لم يفارقني أبداً. وكنت كل يوم أشعر بوطأة حالنا، وأرقب أمي وصبرها وحيرتها في تدبير أمري، وكيف تكتم عني كل ذلك، وتواري حزنها بابتسامة ملائكية، فأزداد كرباً.
** ** **[/align][align=justify][/align]
6

[align=justify]وذات يوم، عندما عدتُ من المدرسة، ودخلتُ البيت، وجدتُ عمي أبا مصعب. وعندما لمحني قال لأمي:ـ ها قد عاد ابني البطل.
فعرفتُ أننا سنغادر منزلنا لنسكن في بيت عمي، فتملكني الغضب، وشعرتُ أنَّ ريحاً قوية ستقتلع جذوري، وتنفيني إلى بيت آخر جديد، تاركاً ذكرياتي، وبصمات طفولتي، هنا بين جدران الغرف ونوافذها، راحلاً، تاركاً أشيائي كلها، مودّعاً عمراً قد مضى. لكنني كتمتُ ذلك في نفسي وصبرتُ، وقلتُ وأنا أسلّم على عمي:- السلام عليكم.
فربتَ على كتفي:- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. (وابتسم ابتسامة ذات مغزى) مصعب يهديك التحية.[/align][align=justify][/align]

7
[align=justify]الأيام تمضي مسرعة. والزمن يرحل ولا ينتظر أحداً. والعارف من يستفيد من كل ذلك ويكثر من عمل الخير.
ورغم أنَّ اليوم هو بداية اليوم الثاني من السنة الجديدة التي نقضيها في دار عمي، إلاَّ أنني لم أرتح حتى الآن لهذه الضيافة. فصحيح أن عمي وامرأته يعاملاني بلطف وتسامح، دون تفرقة بيني وابنهما (مصعب)؛ وصحيح أنهما كثيراً ما يحنوان على أمي ويجهدان في مساعدتها في كل شيء. بل هما لم يدعواني مع أمي إلاَّ لأنهما يعرفان ثواب كافل اليتيم وجزاءه.
إلاَّ أنني غير سعيد، وأتمنى أن أكبر بسرعة لأغادر هذا البيت، وأرجع مع أمي إلى منزلنا القديم.. وكل هذا بسبب (مصعب) المثير لكربتي.
فهو وإن كان يماثلني في العمر، (في الثالثة عشرة هو الآن)، إلاَّ أنَّ كلانا يختلف عن الآخر في كل شيء. فهو أولاً في الصف الخامس لرسوبه المتكرر، ويمتاز بصلابة الرأس وسوء الأخلاق، وهو مشاكس في طبعه، وشديد الغيرة.
وكثيراً ما يديم النظر إلى يدي، ويقول ساخراً:- تتفوق في دراستك وأنت مقطوع اليد، وأنا أرسب دائماً ! فلأقطع يدي إذن.
ويرفع صوته عالياً بضحك صاخب.
فإذا ما عاتبته أمي، نهرها بغضب وقال:- وما دخلك أنت يا مشلولة ؟
فتبكي أمي، وتجيبه بصوت هادئ:- سامحك الله يا بني.
وأقف أنا مذهولاً، عاجزاً عن الكلام أو التصرف. فأنا ضيف في النهاية.
وعندما كلمته أن يذهب معي إلى جامع الحي قال:- لن أضيع وقتي معك ! سأدبر مقلباً لابن الجيران.
فقلتُ:- ستندم على ذلك، وقتما لا ينفع الندم.
فاحمرَّ غضباً:- يا سيد عاصم، إذا كنت مزهوَاً باستقامتك، فأنا مزهوٌّ بمقالبي أيضاً، وبحبي للتسلية دون حدود.
وكشَّر عن أسنانه الصدئة:- لو كنتُ بدلاً منك لانتحرتُ لأنَّ يدي مقطوعة وكريهة المنظر أيضاً.
فلم أتضايق، وبكل هدوء قلت له:- بما أنك سليم الجسم، فلماذا لا تشكر ربك ؟! هل تريد أن يبلوك الله، فتعرف عندها معنى الصحة والسلامة ؟
وتركته حتى حين، عندما وجدت أن كلامي لن يؤثر فيه. وتمنيتُ أن يعرف الحق يوماً.
وللصدق أقول إنَّ عمي كان ينهره دائماً، ويضربه أحياناً، وكثيراً ما قال له:- في كل بيت بالوعة، وبالوعة بيتنا هو أنت. أتفهم. أنت بالوعة !
ثم يهدأ ويقول:- هداك الله يا بني.
فأحاول أن أنصح ابن عمي، فيصرخ في وجهي:- لماذا تتصنع الهدوء واللطف أمام أبي ؟! يا منافق ! لو تظل على هذا اللطف طوال اليوم لما حدث الشقاق بيننا.
نعم، كانت حياتي معه جحيماً لا يطاق. لذلك كنت دائم الجلوس في جامع الحي القريب، وفي المركز الثقافي في الحيّ، أستفيد من طباع أصدقائي الجدد أصحاب النفوس الصافية والقلوب الطاهرة كثلج أبيض.
وكنت أشعر بنسائم الإيمان تتغلغل في نفسي، وأعاهد ربي أن أظل مستقيماً، متبعاً للحق.. وكثيراً ما نزلت دموعي وأنا أبتهل إلى الله أن يغفر لوالدي ويدخله فسيح جنانه.
وكنت كلما تذكرت متاعبي مع (مصعب) أقرأ دروسي بإتقان أكثر، كي أنجح دائماً بتفوق، وأدخل البهجة على قلب أمي، وأتمكن من العودة إلى بيتنا وحيّنا القديم.
[/align][align=justify][/align]
8

[align=justify]ها قد أقبل الخريف باصفراره الموتي البغيض، وبشحوب أيامه المصاحب لتساقط أوراق الشجر، فبدت الأشياء وكأنها في مرحلة موات بطئ. لا شيء يدوم، وكلنا نتغير.
وكنتُ، وأنا أسير إلى بيت عمي، أشعر رغم كآبة الجو، بالفرح هذا اليوم. وأشعر وكأن الأوراق الصفر المتساقطة، ما هي إلا شموس صفراء مضيئة ملقاة على الأرصفة والشوارع بلا انتظام.
نعم، كنت فرحاً، وأكاد أقفز. فأنا أخذت أعلى الدرجات في الصف، وأهداني المعلم قلم حبر جميلاً وشهادة تقدير ! بل صفقت المدرسة لي كلُّها، وألقى المدير كلمة تشجيع لي.. وستسر أمي الآن، وتفرح، وتربت عليَّ قائلة:- لقد صرتَ رجلاً.
نعم، صرتُ رجلاً.
وركضتُ سعيداً كفراشة ملونة. وتخيلتُ، للهفتي، أن الشوارع طويلة، وأنني سلحفاة عجوز تعبة، وأنني بطئ، ولن أصل أبداً.
ولمَّا قرعتُ باب البيت، وفتح لي عمي، ركضتُ مسرعاً إلى غرفة أمي، وأنا مستغرب من مجيء عمي في هذا الوقت. وما إن اقتربت، حتى أوقفتني امرأة عمي قائلة : لا تدخل يا عاصم. انتظر قليلاً.
فسقط قلبي بين قدمي، وتسارعتْ دقات قلبي. وقلتُ بلهفة:- خير ؟
فقالتْ:- خير إن شاء الله.. أمك مريضة قليلاً.
فأبعدتُ يدها، وأصررتُ على الدخول، ونسيتُ فرحي كله.. وما إن فتحتُ البابَ حتى رأيتُ أمي مسجَّاة بغطاء أبيض، وحولها أقربائي يبكون.
فاقتربتُ منها، وتكاد قدماي تتكسران ولا تقويان على حملي. وكشفتُ الغطاء، فرأيتها مصفرَّة، وعيناها مغمضتان، فصرختُ:- أمي.. أمي.
وأخذتُ أهزُّها وأنا أنتحب. فأبعدني أقربائي عنها وقالوا:- اخرج الآن قليلاً.
فوقفتُ قرب السرير وتشبثتْ نظراتي بالأرض، وشعرتُ أن الدنيا تدور من حولي. وتخيلتُ أنَّ أبي قد عاد، وأنه لم يمتْ، بل كان في سفر طويل. تخيلته قد أقبل، وأمسك يد أمي وقال لها برقة:- تعالي، لا تحزني يا امرأتي الوفية.
وأنه أنهضها من السرير، وساعدها على ارتداء ثوب أبيض طويل طويل، ثم رحل بعيداً.
فبكيتُ، وغامت الدنيا في عيني. وتساقطتُ كورقة خريف على الأرض وأنا أصرخ :- أريد أمي.. أريد أمي.
لكنَّ أمي لن تسمعني أبداً بعد اليوم، فأنا.. سأبقى وحيداً.
وأنا صرت.. يتيماً.
** ** **
[/align][align=justify][/align]
9

[align=justify]طويلاً امتد الليل على صفحة الكون.. وبدت النجوم البعيدة مصابيح زهر تنير الوجود، وترمق القمر الوردي مبتسمة.
كانت الدنيا كلها حالمة، تنسجم في نغمة صافية تدعو إلى التأمل.
وكنت أصلي. وشعرتُ، وأنا أردد كلمات الله، بالخشوع وبالرغبة في البكاء. ثم ناجيتُ الله بصدق أن يرحم أبي وأمي ويغفر خطاياهما.
ولمَّا فرغتُ من الصلاة، انتابني ضيق لم أعرف سببه. فحاولتُ أن أعاود التأمل والتدبر، لكنني عجزتُ، وكأنني أحمل حجراً ثقيلاً على صدري. فمشيتُ في الغرفة قليلاً، ثم خرجتُ إلى الشرفة، وكان الضيق ما زال يحاصرني.
فوقفتُ أرقب المدينة، ونظري يمتد إلى البعيد. ولم أشعر بمجيء عمي بعد لحظات، إلاَّ وهو يجلس قربي ويقول بعد وقفة قصيرة:- تعال إلى الداخل يا بني ! الجو بارد الآن. فابتسمتُ له وتبعته إلى غرفة الجلوس. لكن ما إن فتحتُ الباب، حتى فوجئتُ بـ (مصعب) يقفز نحوي وهو يقول:- هذا هو المجرم ! إنه خجل من فعلته، لذلك لم يأت إلينا ! انظروا إليه كيف أنه مرتبك.
دُهشتُ، وعلتني الحيرة. وقلتُ باستغراب بالغ:- ماذا حصل يا أخي ؟
وأدرتُ وجهي إلى عمي وامرأته، لكنهما تجاهلا نظراتي. وقهقه (مصعب) كالحانق :- لم يحصل شيء يا بن عمي العزيز.. كل خير أيها السارق.
فصرختُ:- مصعب.
فاقترب عمي مني بهدوء وقال:- اسمع يا عاصم ! لا داعي لكل ذلك ! لكنْ كان ينبغي أن تخبرني بحاجتك إلى المال وألاَّ تلجأ إلى هذه الطريقة.
كدت أجنُ:- أيُّ طريقة، وأيُّ مال ؟
صرخ مصعب:- أرجوك لا تتصنع البراءة.. لقد عرفا كل شيء..أنا اعترفتُ لهما.
ودارت الدنيا في عيني. وظننتُ أنني أحلم. بل لابد أنني أحلم، وكل هذا كابوس مزعج. وقلتُ، وصوتي يرتجف:- أفصحْ. قل يا عمي شيئاً ! أفهموني ماذا حصل ؟
رقَّق عمي لهجته، واصطنع سعلة خفيفة وهو يقول:- افتقدتُ اليوم مبلغاً من المال، فسألتُ امرأة عمّك عنه، فقالت إنها لم تر شيئاً. وعندما سألتُ (مصعباً) أخبرني بالحقيقة.
فقفزتُ نحو (مصعب) وأمسكته:- أيَّة حقيقة ؟
فقال بازدراء:- أبعدْ يدك المقطوعة أيها السارق.
احمرَّ وجهي، وازداد ارتباكي:- أنا ؟
فجلستْ امرأة عمي قربي، ومسحتْ على وجهي:- لا بأس يا حبيبي. لكن هذه طريقة خاطئة. ثم إنك لم تقل لـ (مصعب) عن مصدرها إلاّ بعد أن صرفتما المال.
فتمتمتُ:- لكنْ.. أقسم أنني.
فقاطعني عمي:- لا داعي للقسم ! لكنني أرجوك ألاَّ تفعلها ثانية.
لم أعد أحتمل. وانفجرتُ في البكاء، بعد أن ماتت الحروف في حلقي. فقام (مصعب) بحركة تمثيلية وقال:- يبكي بعد أن غرَّر بي وأوهمني بأن المال من مدخراته.. يبكي لكي تشفقا عليه ! هذا السارق ! هذا الكذَّاب.
فأجلسه عمي قائلا:- كفى..لا داعي لكل ذلك.
وركضتُ إلى غرفتي كالمحموم، ونشجتُ طويلاً.. ولم أنم الليل وقتها. وكانت الأفكار تأكلني، ويدور ذهني في كل مكان. فأنا لم أسرق، ولم آخذ المال، ولم أكن مع (مصعب) اليوم، فكيف حدث كلُّ ذلك ؟
وناجيتُ الله. ونزلتْ دموعي مدرارة، وكان الليل طويلاً لا يزال، والنجوم الزهر تضئ. وقلتُ:- والحق سيضيء قريباً. وصممتُ على الرحيل، وعلى ترك البيت مهما كلفني الأمر.
[/align][align=justify][/align]
الفصل الثاني
10


[align=justify]هاهي الأعوام سريعة مضت.
عشر سنوات متلاحقة، كأنفاس لاهثة انصرمت من عمري. وذكريات كثيرة، بتفاصيلها الدقيقة، لا زالتْ عالقة في ذهني. وكم تمنيتُ، وأنا أرى السعادة تطل وتسكن لحظات عمري، لو أن أبي وأمي يشاركاني فرحتي.
وتمشيتُ متمهلاً في شرفة منزلي وأنا أنظر إلى الليل الساكن والنجوم البعيدة. نعم، لقد مضى العمر كلحظة خاطفة.. وأنا عندما أستعيد الماضي، لابد أن أذكر أمي التي غرست تعاليم الدين في نفسي، كشجرة دائمة الخضرة والنماء، والتي كان لها الأثر الكبير في حياتي.
ومنذ أن غادرتُ بيت عمي لآخر مرة، تعرفتُ وقتها ما معنى الرابطة الروحية التي تربط بين أصدقائي في كل مكان. إذ لم يمض يوم، حتى عرض عليَّ والد صديقي (عبد الحفيظ) أن أسكن مع ابنه في الغرفة الملحقة في بيته، وأن أتابع دراستي وأعاونه في محله في أوقات فراغي. لكن عمي (أبا مصعب) لمَّا علم بالأمر سارع إليَّ عاتباً، مصراًّ على العودة إلى منزله، بل طالبني أن أعمل معه إذا رغبتُ، وقال لي ـ ومازلتُ أذكر كلماته ولن أنساها أبداً -: يا عاصم أنت شاب في زهرة عمرك، ووالله لأنت أغلى عندي من ابني (مصعب). ولئن حدث ما حدث، واتهمناك زوراً باختلاس المال، وكان كل ذلك من الشقي (مصعب)، فلن يحصل بعدها ما يعكر صفوك، وسألبي لك كل ما تريد.
واعلمْ، أنني عندما أدعوك إلى المنزل، فليس لأنك ابن أخي، بل لأنك شاب تقي. وأنا أشعر بالراحة النفسية وبالسعادة التامة عندما أساعد شاباً ملتزماً في مثل وضعك.
لكنني رفضتُ، وما كان رفضي إلاَّ أن يعاود (مصعب) ألاعيبه معي. ثم إنني لن أكون مفرِّقاً بين الأب وابنه.. وأذكر لمَّا نلتُ الشهادة الجامعية كيف قدَّم لي عمي (أبو مصعب) ووالد صديقي (عبد الحفيظ) المال اللازم لأبدأ حياتي من جديد، ولأعرف وقتئذ ما معنى العمل، وما معنى توفيق الله.
** ** **[/align][align=justify][/align]
11

[align=justify]وهاهي الأيام تمرُّ وقد حفلت بالكثير.. وأنا أكبر، وأصير صاحب أسرة، بل صاحب بيت مستقل وأباً لطفل صغير هو نور حياتي.
ورنَّ الجرس ملحاحاً:- أتراها زوجتي عادت من عند أهلها ؟
وقلتُ باندهاش:- عمي !؟
رباه لكم تغيَّر، وكأنَّ ثقل العالم متكوِّم فوق كاهله. وفتحت الباب، فدخل عمي (أبو مصعب) لاهثاً:- السلام عليكم يا بني.
فقلت:- وعليكم السلام ورحمة الله. أهلاً يا عمي.. تفضل. (وأشرت بيدي): من هنا.
وجلس على مقعد قريب وهو يقول باستمرار:- لا حول ولا قوة إلا بالله..لا تؤاخذني يا بني على هذه الزيارة المفاجئة.
فأجبته وأنا أنهض لأحضر له كوباً من الشاي:- أبداً.. إنها لمفاجأة سارة.
واعتذرتُ كي أجلب الشاي. فاستوقفني:- لا داعي للشاي الآن. أتيتُ لأقول لك كلمتين ثم أذهب.
فجلستُ، وصمتَ عمي للحظات وكأنه يُصنِّع في ذهنه حروف لغة جديدة:
- (مصعب)..(مصعب) يا بني، هذا الشقي.
فحدَّقت فيه:- ماله ؟
فزفر زفرة طويلة.. أتراه يخرج أحزانه ؟ وقال:- ماذا أقول لك ؟ وكيف أشرح.
وترقرقتْ عيناه بالدموع، وتابع بانكسار:- لقد.. لقد سرقني وهرب.
:- ماذا ؟
:- نعم، سرقني.. فهل أشكو ولدي للشرطة ؟! هل أقول لهم إن ولدي (مصعب) حرامي فاقبضوا عليه ؟ (وضرب يده على صدره) قلب الأبوة لن يطاوعني.. لكن الناس لا يرحمون.
فعرفتُ أنه يعاني من مصاعب مالية. فعرضتُ عليه المساعدة عن طيب خاطر، فوافق بعد جدال على استحياء. وقلتُ له:- إنَّ ما أقدمه إليك ليس دَيناً، ولا رداًّ للجميل، بل هو جزء من مشاعر ابن لأب وقف مع وحيد بلا معين.
فأجابني عمي بحماس:- أنا لا أبغي أجر الدنيا.. بل أريد أجر الله سبحانه، يوم لا ينفع مال ولا بنون.
ثم تحدثنا في أمور كثيرة ومتشعبة، حتى رنَّ الهاتف رنيناً متواصلاً كنباح كلب ظفر بفريسة. وعندما رفعت السماعة، قلت:- من ؟! نعم !..إنه هنا.
كان مفتش الشرطة يتكلم من بيت عمي، بعد أن قبض على (مصعب) بتهمة الاعتداء والسطو على الآخرين، وجاء لأخذ إفادة الوالد.
فانهار عمي، وقال بصوت مبحوح:- إنه ليس ابني ! أنا لا أعرفه ! اشهد يا (عاصم) أنني برئ منه.
وجلس على الكرسي، وراح في بكاء متواصل.

دمشق 1979 م
** ** **[/align][align=justify][/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة د. منذر أبوشعر ; 09 / 11 / 2017 الساعة 35 : 08 PM.
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17 / 01 / 2012, 13 : 04 PM   رقم المشاركة : [2]
علاء زايد فارس
مهندس وأديب يكتب الشعر

 الصورة الرمزية علاء زايد فارس
 





علاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: عبر من الأحاديث الشريفة

أستاذي العزيز
شكراً على هذه القصة الرائعة
فيها الموعظة النبيلة والمعاني الراقية
لقد قرأتها حرفاً حرفاً حتى النهاية
وأسعدني أسلوبك الجميل في عرض القصة واستخدامك للصور البلاغية الجميلة رغم بساطتها، كما وأن النص يتحرك بسلاسة بحيث أنني لم اشعر بالوقت صدقاً، تذكرت حينما كنت أذهب لمكتبة المدرسة وأنسى نفسي هناك حتى ينبهني مشرف المكتبة إلى انتهاء الوقت :-)

كم أتمنى أن يقرأها الكثير من أبناء الجيل الجديد الذي يتحطم سريعاً عند أي مصيبة
جميل أن نوصل العديد من الرسائل الإيمانية مغلفة بمثل هذا الإبداع ، ونزرع في أنفسنا قيم الصبر والتكافل الإجتماعي وحب الخير للآخرين...
شكراً لك مرة أخرى أستاذ منذر
وجزاك الله عنا كل خير
توقيع علاء زايد فارس
 عَلَى أَيِّ أَرْضٍ أَحُطُّ الرِّحَالَ،
فَإِنّيِ مَلَلْتُ السَّفَرْ؟!!
وَكُلُّ الْعَوَاصِمِ مَلَّتْ أَنِينِي ،
وَحُزْنِي وَطُولَ السَّهَرْ...
أَجُوبُ ..عَلَى كَاهِلِي وِزْرُ كُلِّ الْقُرُونِ،
وفِي مُقْلَتَيَّ دُمُوعُ الْبَشَرْ..

الأديب الجزائري الكبير: محمد الصالح الجزائري
علاء زايد فارس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18 / 01 / 2012, 19 : 04 AM   رقم المشاركة : [3]
مرمريوسف
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )

 الصورة الرمزية مرمريوسف
 





مرمريوسف has a reputation beyond reputeمرمريوسف has a reputation beyond reputeمرمريوسف has a reputation beyond reputeمرمريوسف has a reputation beyond reputeمرمريوسف has a reputation beyond reputeمرمريوسف has a reputation beyond reputeمرمريوسف has a reputation beyond reputeمرمريوسف has a reputation beyond reputeمرمريوسف has a reputation beyond reputeمرمريوسف has a reputation beyond reputeمرمريوسف has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: عبر من الأحاديث الشريفة

استاذنا الفاضل / منذر

قصة من الحياة جميلة ومفيدة شكراً لك على هذا المجهود .
توقيع مرمريوسف
 تحصنت بذى العزة والجبروت واعتصمت برب الملكوت وتوكلت على الحى الذى لا يموت .اللهم اصرف عنا الوباء وقنا شر الداء بلطفك ورحمتك إنك على كل شيىء قدير.
مرمريوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18 / 01 / 2012, 40 : 01 PM   رقم المشاركة : [4]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: عبر من الأحاديث الشريفة

الأستاذ علاء زايد فارس
أغنى بقراءة كل جاد وتتبع ملاحظاته ..
شكرا لك ، ويهمني ر أيك دائما .. ولقاؤنا مستمر ان شاء الله.
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18 / 01 / 2012, 49 : 01 PM   رقم المشاركة : [5]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: عبر من الأحاديث الشريفة

الآنسة مرمر يوسف:
قراءتك طاقة ورد .
شكرا لك ، ونبقى معا ان شاء الله.
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12 / 06 / 2012, 43 : 09 PM   رقم المشاركة : [6]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: عبر من الأحاديث الشريفة

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]قصة جميلة من أرشيفك د.منذر فيها الكثير من الجلد والصبر والسمو وعدم الاستسلام.
من الناس من يصر على النجاح ويصادف أناسا يسهلون عليه الوصول إلى ماينشده هكذا يبدو أو ربما هي طريقة تعامل المرء مع غيره و ظروفه تجعل الإنسان يتجه في المنحى الصحيح و يلقى مايحب .
تحياتي لك وتقديري.[/align]
[/cell][/table1][/align]
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13 / 06 / 2012, 29 : 08 AM   رقم المشاركة : [7]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: عبر من الأحاديث الشريفة

الآنسة الأديبة نصيرة تختوخ :
أتعرفين .. لو كان للكلمات مذاقا ولونا ، لكنت ملكة الحرف دون منازع ! ولست أجامل ، ولست أقصد ما كتبته هنا من تعليق هام ، انما أقصد بوحك الخاص ، واختيارك حسن العبارة !
كل الشكر لك ، ونبقى مع طيب اللقاء .
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأحاديث, الشريفة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حقيقة المسيح الدجال .. من واقع الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة مرفت شكري مناظرات و حوارات مفتوحة 10 16 / 03 / 2025 36 : 05 PM
بعض أجمل الأحاديث الشريفة التي بإمكانها أن تقودك إلى الجنة فتحى عطا الإعجاز.القرآني.والمناسبات.الدينية والمناظرات 0 15 / 08 / 2015 39 : 11 PM
عبر من الأحاديث الشريفة: شبح الثمار. قصة للأولاد د. منذر أبوشعر مدينة د. منذر أبو شعر 0 21 / 05 / 2013 42 : 06 PM
من أسرار الهجرة النبوية الشريفة هلا عكاري الأحاديث النبوية، السيرة ومكارم الأخلاق والشمائل 0 20 / 12 / 2009 57 : 12 AM
تاريخ السنة النبوية الشريفة فيصل بن الشريف الاحمداني الأحاديث النبوية الشريفة 3 02 / 08 / 2009 32 : 02 AM


الساعة الآن 04 : 09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|