الغالية أستاذة نصيرة
شكراً لك على هذه البطاقة المتميزة والإهداء الجميل
في الاختلاف تكتمل الصورة ومن الاختلاف يرسم الربيع لوحاته ويبكي الشتاء حزناً على الرحيل...
أحبك كما أنت وكل إنسان فينا أنت وأنا لا بد أن نختلف ، فالاختلاف هو التميز
أنا لا أشبه أحدا في هذا العالم ولا أنت تشبهين أحد، وإن تشابهنا لن نترك بصماتنا على جدران هذا العالم...
طلعت شعره الياسمين وقلبه الياسمين وحبره الياسمين
ووجوده الياسمين
كنت أمازحه صدقاً لا هراء فيه في غنائي حين أنشد له مع فيروز:
وعليكِ عيني يا دمشق فمنك ينهمر الصباح
وكان يحب أن أنشدها وأستهل له رسائلي بها:
يا شَـامُ عَادَ الصّـيفُ متّئِدَاً وَعَادَ بِيَ الجَنَاحُ
صَـرَخَ الحَنينُ إليكِ بِي: أقلِعْ، وَنَادَتْني الرّياحُ
أصـواتُ أصحابي وعَينَاها وَوَعـدُ غَـدٌ يُتَاحُ
كلُّ الذينَ أحبِّهُـمْ نَهَبُـوا رُقَادِيَ وَ اسـتَرَاحوا
فأنا هُنَا جُرحُ الهَوَى، وَهُنَاكَ في وَطَني جراحُ
وعليكِ عَينِي يا دِمَشـقُ، فمِنكِ ينهَمِرُ الصّبَاحُ
يا حُـبُّ تَمْنَعُني وتَسـألُني متى الزمَنُ المُباحُ
وأنا إليكَ الدربُ والطيـرُ المُشَـرَّدُ والأقَـاحُ
واليوم تنهمر من دمشق الدموع والأحزان وحتى ياسمينها مبلل بالدمع والدم، أجمل ياسمين العالم فقد عطره وشذاه!
ما أصعب يا صديقتي أن نحمل أجسادنا حين تفقد الحياة حياتها ويتحول الإنسان منا إلى جثة تمشي
ما أصعب أن نمارس طقوس الحياة حين يشرش الموت بأحزانه ويطوقنا وأن نضحك والقلب يبكي
بين الناس ناس يا صديقتي شرايين حياتنا معلقة بشرايين وجودهم، بنبضهم ننبض وبموتهم نموت وإن بقيت أجسادنا تتحرك وهذا شيء قدري لا نستطيع أن نتحكم به مهما فعلنا
مشتاقة أنا لنور الأدب ولحواراتنا وضحكاتنا وأطواق الياسمن
مشتاقة أنا للفرح والنشاط ولمعانقة أزهاري وأسماك حوضي، لرنة ضحكتي التي كانت تملأ كل أركان الأمكنة التي أكون بها
مشتاقة لمحطات الفرح
أبحث عن هدى ولا أجدها، ما أصعب أن تضيع مني هدى!
هل يمكن أن تضيع مني هدى يا نصيرة وأكمل الدرب من دونها؟
اليوم هو الرابع من آذار ذكرى رحيل نور أبي وفي 18 منه عيد ميلاد طلعت!
كنت أقول له مداعبة:
عفوت عن آذار إكراماً لك فإن أخذ نور فقد وهب طلعت!
في كل عام على التوالي يا نصيرتي كنت أخبر الياسمين عنك بأنك حبيبة وطيبة وعطرك ياسميني أصيل مثل فام مدوام روشا، عطري المفضل
لكن الياسمين خاصمني وهجرني فهلا حدثته أنت عني؟
وافردي على دروب نور الأدب أزرار الياسمين لعلّ الدرب يعود للدرب وتنفرج عن ابتسامة ملامح الصور وروح حبيبة تحيط المكان بشذى ياسمين من روح حيفا
هدى الخطيب