ذات الدمع لا تبكي فقلبي يرتجف حين يراك والسماء تضيء درب المخيم بالنجوم كي لا يسقط في الظلام.
العرب نصيرة تختوخ [نُشر في 10/03/2014، العدد: 9493، ص(21)]
يا من تزيدون الضوضاء ثرثرتكم عن المرأة في 8 مارس، للأرض صديقتها الطيّبة التي تُشبهها في الصبر والعطاء والاحتواء، ولكم الضجر الذي يعتلي الفخورات بأنوثتهن حين يتعبهن الاستماع. خالقات رعشات الدهشة بانعكاس روعتهن على القلوب والنفوس، لا تصنفهن القوائم وتتباكى بهن التقارير، ولا تمثلهن مفوضات بعيدات عن واقعهن العميق.
سيّدتي البهية هناك، المقعدة في ركن من الغرفة الباردة. كم عمرك الآن؟ ثمانون ربيعا وتسعة أبناء، أكوام هموم وأفراح وهِمَّةٌ عاليَّة. وُلِدَ على يديك الكريمتين كثير من أبناء القرية وهمدت آلام وأَنْتِ تسعفين بما أوتيت من صبر وتجربة وحكمة. لا توجدين في قائمة أفضل مائة امرأة عربية واسمك لا يبدأ بدال دكتورة أو يسبقه لقب شيخة أو معاليها. لا تُجيدين حتى القراءة؛ تتحدثين الأمازيغية غالبا ودون ضغينة تجيبين أصحاب اللهجات الأخرى على قدر فهمك. ليس للتمييز الإقصائي في قلبك مكان، فسنوات يتمك علمتك أن الإنسان يجب أن يكون بالإنسان رحيم وله أنيسا وأن نعومة القلب حسنة.
اسمحي لي أن أُقَبِّلَ يديك وأتحسس رفق الله. أيتها الجميلة لونك حليب بكراميل وشعرك في الصورة طويل جدًّا وأسود. منذ متى وأنت تبدين أسطورية ومملوءة بالتقوى؟ شارفت على الخمسين ولم تقْدر الأحزان عليك، هرمت كلها من إشراقتك وأنت تنتظرين الغد الجميل، المريح، العادل.
أحسستِ كثيرا بالظلم وتمنيت الحق في ممارسات بسيطة كأن تخرجي للمساء الفسيح ذات اختناق. لم تفعليها لكنك أثثت الرحابة الداخلية بدأب. هنيئا لك كل هذا الاتساع. أُقَبِّلُ ابتسامتك لعلي أحمل سِرَّهَا وأنجو.
ذات الدمع لا تبكي فقلبي يرتجف حين يراك والسماء تضيء درب المخيم بالنجوم كي لا يسقط في الظلام، لن تستسلمي للظلام، فالمحبة تلبسك كبشرة والأمل لن يتنازل عن غدك إلاَّ وفرحك ينتصر. دَارِ القلق كي لا يشتمه الصِّغَار، افضحي نشوتك بوجه النهار وترقبي أن أتسول منك القليل من شموخك كي أرتفع ولو ميليمترا.
يا أكوانا من جمال ورفق وأهرامات من ميزات ومَلَكات من أولى سنوات الطفولة إلى آخر أيام العمر الذي يمضي ولا ينتهي، 365 يوما كل عام لكن واليوم الوحيد للبروتوكول لجوعى الرسميات والكلام الكثير، الفعل الكثير والكبير والمعجز تتقنهن أنتن من تُحْسَبْنَ على العادي ولولا العادي لفُجِعَ العالم.
دمت أستاذ محمد الصالح وتقدير عميق لكل النساء اللواتي لاتوضع أسماؤهن في لوائح التكريم لكنهن يبذلن ماأوتين لصنع سعادة وطمأنينة و توازن حياة غيرهن.
تحياتي لك.
سلمت يداك أستاذة نصيرة
لقد سلطت الضوء على من تجاهلتهم الأضواء سهواً أو عمداً
لأمهاتنا وأخواتنا ونسائنا وبناتنا كل احترام وتقدير في يوم المرأة
ولجداتنا كل المحبة والاحترام فهم الأصل والأصل هم