خواطر مراهقة..
خواطر قديمة ..
في طريقها للعودة قررت أن تضع حدا لهذه الفوضى.. لهذه الحيرة وهذا الارتباك الذي يكتنفها كلما مر وعطر المكان بأريج كلامه الأنيق وعطره الحالم الرقيق
لهذا التردد والحياء تجاه الجنس الآخر
قالت سأكلمه واقول كل ما اريد ..
نعم لابد أن اجد سبيل لهذه المشاعر الحبيسة في سجن صمتي.
لكنها كانت اجبن من ذلك.. ولا يسعفها حرفها المرتعش ولا كلماتها الحائرة المرتبكة أمام نظراته النافذة وزرقة عينيه العميقة.
بينما كانت تحدث نفسها كيف .. اذا بها أمام مكتبة تلمع فيها القلوب على صدر أغلفة المذكرات وتنادي من يشتري سطور الحب والكلمات والخواطر البريئة.
اندفعت إليها كضوء في نهاية العتمة ..
احتضنتها حتى فراشها.. ولم تكد تجلس معها على سرير
حتى خلعت كل مشاعرها وتعرت لأول مرة وسارت حافية على سطورها وركضت ورقصت ورسمت كل ما تمنت ..
حتى ارهقها التعب فنامت بثياب المدرسة..
حينما استيقظت وكان يوم الجمعة..
نظرت إلى ما كتبت وقرأته في شغف وأعادت قراءته كأنما تتأكد انه لها ومنها وأنها هي التي اخترعته..
نعم ستخترع من الآن حبيبها وتعشقه..
أكملت..
ليس حبيبي هذا الذي سيأتي .. بل من انتظره ولا يأتي !
كان عليها ان تفترض الأسوء حتى لا يصدمها الأسوء.
ليس الأسوء ان تنتظر .. بل الأسوء الا يكون هناك شيء تنتظره!
كان يبهرها كأستاذ في الاربعينات يملك سحر خاص لا تعلم من أين يبدأ ولا كيف يقتحم اهتمامها بطلته ويثير نقط الإنتباه فيها .. ليس قناصا يصطاد الكلمات التي تقطع المسافة للقلب ببساطة حديث جدتي التي احب حديثها ليلا .. ولا هو بالصياد الذي يصبر على فريسته بينما يلقي لها الطعم في طرف سنارة اخرها في قبضته ولا تستطيع الفكاك اذا ما ابتلعت كلماته وسحبها اليه بمهارته.
انه سباح يجيد الغوص ولا يصطاد ويستمتع برؤية جمال الأسماك في أعماق البحر أكثر من متعته يتناولها على سرير الغداء..
كلما تبادلت معه نظرة صمت.. دق قلبها بما لم يقل .. بما تمنت أن يقول .. انها تخترع في فترات صمته كلاما تعشق فيه السفر وتطيل فيه السهر وتنام على وسادة حرفه الناعمة !!
انه يجيد الكلام ولا يتكلم.. ولكن ما عساه أن يقول أفضل مما قال خيالها!!
فليصمت.. ولتنتظر...
ان إنتظار الحبيب اجمل وأطول من انتهاء الحلم
باللقاء المجهول ..
..
من سطور في مهب الريح. 1
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|