رد: رسائل إلي.. إليك ......... إليه
نبش في الذكريات
مكناس _ المغرب_ في 3يونيو 2022
ذكرياتي العزيزة مرحبا ؛
سلام عليك يا ذكريات..
سلام على أيام زغردت فيها الابتسامات ..
سلام على أحزان أيقظت حنينا و أخذت بالذاكرة ركنا جميلا..
سلام على أفراح أطلقت الضحكات؛ وأرسلت دموع الفرحة شلالات..
أتحملين طيفي كما أحمله يا ذكريات ؟!
وأنا أخاطبك بأشواقي أسترجع لحظات.. كنت كما أعرفني كثيرة الصمت إلا مع بعض الذين لا أعرف كيف أعشق الحديث إليهم كثيرا ولماذا وكيف معهم أصبح ثرثارة بكل قوتي، ومع هذا تأتي مواقف تغلبني فأصمت معهم أيضا، ولا أجد بجَعبة لساني أحرفا للمواساة مثلا أو للمواجهة بخصام أو للدفاع عن النفس أو لمباركة وتهنئة... قد أتحرك، قد أقوم بفعل معين، ولكن لساني يكون عقيما لا يلد الكلمات. لا شيء يطاوعني حينها ،كنت أنهزم وكثيرا ما يحصل لي هذا حين أقع في خلاف مع صديق أو صديقة، غالبا ما كنت أسارع لحله، لكن هكذا كما أفعل الآن.. هكذا بالكتابة، بالحرف والقلم.. المعلمة منشغلة غالبا بالدرس، والتلاميذ معها حسب انشغالها، إلا أنا ورقة واحدة تكفيني مع قلم لأخط به اعتذاري لصديقي أو إظهار حسن نيتي وما قصدت، فأبعثها عن طريق شخص آخر أجعله أنا ساعي بريد بيننا، كذلك كنت مع أمي إذا غضبت مني مرة؛ أكتب لها رسالة وأضعها تحت الوسادة.. الوسادة هي ساعي البريد حينها، وأبي إن خاصمني إذا رفضت أن أمده بسجارته مثلا؛ أو .. أو .. أو...... كم كان يحلو لي أن أطل عليه وهو يتأمل ورقتي بعد ما وجدها فوق ملابسه بالدولاب، أو في جيب قميصه أو سرواله.
طبعا أنت تعرفين كل هذا يا ذكرياتي، وأنت التي تعيدين لي بين الفينة والأخرى محطات عشتها حتى لا أنسى.. لهذا أنا أحب أن أشكرك، وأحب أيضا أن أطلب منك أن تظلي معي ولا تتركيني حتى نظل في حوار دائم..
أنت التي تعيدينني إلى ذاتي كلما رأيت أني عنها أغيب أو هي تغيب عني..
سأكتب لمن اشتقت إليهم، وإن كنت لا أعرف إذا كان القدر قد كتب لي لقاءهم ..لقاءهم من جديد..
سأكتب لمن افتقدتهم..
سأكتب لمن أحببتهم ..
سأكتب لمن أذيتهم..
سأكتب لمن هواهم هواي..
سأكتب لأرواح أعانقها بكل حين..
وسأكتب لي..
سأكتب لمشاعري.. لإحساسي..لأشواقي وأحلامي.. للحياة سأكتب؟!
هل أجد ردا ؟!!
قد أجد ردا مني، ومن روح تآلفت مع روحي..
ذكرياتي أتساعدينني على هذا؟!
لا تبخلي علي
أحبك كحبك لي وأكثر
دمت لي ما دام العمر
خولة ( خربشة توقيع)
|