اليوم عصيب لقد تمَّ إنهاء خدمة الأب من عمله في الوقت الذي هو بأمس الحاجة إلى العمل بعد أن كانت معيشتهم كما الأرستقراط ولكن بدأت حياتهم بالتدهور , وكان يعيل أسرته وأمه العجوز التي لا تقوى على الحركة وتعيش معه في نفس البيت الكبير ولكن أين كان يضعها !! في نفس المبنى الذي يعيش فيه , ولكن في غرفة بعيدة عن غرف بيته غرفة لا يدخلها الشمس ولا الهواء .
كان لهذا الزوج زوجة لا تخاف الله حيث كانت تعامل الجدة معاملة قاسية وتقدم لها الطعام الفائض عن حاجتهم ولا تترك أبناءها يرون جدتهم أو يتحدثون معها إلا بالمناسبات , وكانت توحي لزوجها بكل الحب لهذه العجوز . مع شعوره الأكيد بأن زوجته لا تحب والدته .
في يوم من الأيام شاهدت الأم في غرفة أحد أولادها رسمة غريبة لم تستطع تفسيرها !! بالإضافة إلى طبق وقد صنع من الخشب وأعواد الكبريت , فنادت وليدها وسألته : ماهذه الرسمة يا بني إنها جميلة جداً مع أنني لم أفهم منها شيئاً !!! وما هذا الطبق الذي صنعته ؟؟ هل لتطعم فيه الكلب الذي يحرس بيتنا ؟؟ أجاب وليدها : هذا طبق صنعته من الخشب والكبريت لأطعمك فيه عندما تكبرين , فقالت له : هل ستطعمني بطبق من الخشب ... ؟ أجابها : نعم فأنت الآن تضعين الطعام لجدتي في مثل هذا الطبق ........ انزعجت الأم وتظاهرت بعدم الإكتراث .
وسألته وما هذه الرسمة التي رسمتها ؟ أجابها : هذا بيت كبير لي عندما أكبروأتزوج ... قالت له : أين غرفتك ؟ أجاب : هذه الغرفة الكبيرة لي مثل غرفتك الآن وبدأ يشرح لها تقسيم الغرف والمنافع , ولكنه لم يذكر غرفة كانت في الزاوية بعيدة عن غرف البيت كله , سألته : وماهذا المكعب الصغير في الزاوية ؟ قال لها : هذه غرفة لك عندما تكبرين ... !! صعقت الأم من كلام إبنها وصاحت به , لماذا يا بني ؟ وهل تريدني أن أكون في هذه الغرفة الصغيرة بعيدة عنك وعن أولادك ولا ألعب معهم ولا أتحدث معهم ويؤنسوني في وحدتي .. أجابها وليدها : كما تفعلين أنت يا أمي مع جدتي وقد جعلتي غرفتها الصغيرة بعيدة عن غرفنا وبيتنا كبير, ولا نتحدث معها .
امتلأت عيون الأم بالدموع وخرجت من الغرفة وهي مصدومة مما حصل ونادت الخدم وطلبت منهم أن ينقلوا أثاث أكبر غرفة في البيت إلى غرفة الجدة ونقل غرفة الجدة إلى الغرفة الكبيرة
وقد تم ذلك قبل عودة الأب إلى المنزل وما أن عاد الأب حتى تفاجأ مما حصل وسأل زوجته والفرحة تغمره عن السبب في هذا التغيير , قالت له الأم والدموع تغمر عينيها : لقد اخترت أجمل غرفة في المنزل لنعيش بها أنا وأنت إذا بقينا على قيد الحياة .
تأثر الزوج بما قالته زوجته وشكرها على ذلك , لقد فهم ما قصدته من كلامها .
الى الموسوعة المتحركة ادامها الله
بعدين ارسيلك على بر انا كنت احكي عن حالي متعدد المواهب طلعت لا بشقع ولا برقع معك من شعر الى خاطرة الى نثر الى جغرافية الى تاريخ الى قصة قصيرة
يا اختي عن جد ارسيلك على بر
قصتك جميلة وفيها دروس وعبر والى الامام
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: الجزاء من جنس العمل
قصة تربوية رائعة وذات دلالة .. مغزاها لا يخفى .. ونحن حقا بحاجة إلى مثل هذا النوع لإثراء أدب الطفل الذي يعاني من خصاص رهيب .. أحييك أختي ناهد وأدعوك للمزيد من الكتابة .
بكل المودة
الأستاذ رشيد \ حفظك الله
أخي الكريم شهادتك أعتز بها
وتشجيعك منحني قوة في التفكير بكتابة قصص
ولكن أتمنى من الله أن أكون عند حسن الظن
والتوفيق من الله
دمت بخير