التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 136,870
عدد  مرات الظهور : 113,367,525

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 24 / 12 / 2007, 09 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

زوجة عزيز ٍ لدي



زوجة عزيز ٍلدي

احتضنها بين يديه يودعها قبل سفرها ، يطلب إليها أن لا تطيل الغيبة فلم يتبق معهم من الوقت الكثير لإتمام مراسم الزفاف قبل نشوب الحرب ووعدته بعدم إطالة الغياب فهي ستذهب لإحضار بعض الأوراق المهمة وفستان الزفاف وأشياء من هذا القبيل ، احتضنها للمرة الأخيرة واحتضن شفتيها في قبلة الوداع وغابت وما هي إلا ساعات من مغادرتها حتى قامت الحرب. اختفى هو، تضاربت الأنباء ، منهم من قال انه مات في الحرب ، ومنهم من قال انه وقع في الأسر ومنهم من قال فرّ مع الفارين وتاه في بلاد الله الواسعة ، ومنهم ... ومنهم ... أما هي فقد هدتها الصدمة وهول المفاجأة ، شهور مضت قبل أن تصدق ما حدث وتفقد الأمل بعودته وبالزفاف ، شهور مضت قبل أن تطلق تلك الصرخة معلنة حالة الحداد .
أعلنت لنفسها وصارحت قلبها ومشاعرها بأنه قد مات ولن يعود إلى هذه الحياة ، وغرقت في الحزن إلى أن انتشلها منه شاب في مقتبل العمر أحبها وعرض عليها الزواج ووافقت واقترنت به ولم تخبره عن أي شيء ، لأنه لا يأبه للماضي وما حصل قبل أن يلتقيا ، كان زوجا ً رائعا ًوكان زواجهما زواجا ً ناجحا ًتمخضت عنه أسرة وأبناء وعائلة ليس لها مثيل ، كان يحبها جدا ً ، وهي أحبته وأحبت إخلاصه لها وتفانيه من أجلها وأجل أسرتها ووهبته قلبها وروحها وكل أسباب السعادة باستثناء تلك القُبلة فقد كانت قُبلة سيف _رحمه الله _ كما كانت تقول ولم تكن تخبره عن السبب الحقيقي ، وهو كان يحترم رغبتها والتي كان يخّمن فيها أن هناك سببا ً قويا ً وراء هذا الرفض .
مضت السنوات وبدأت الإشاعات تظهر بالساحة ، سيف وقع بالأسر ، أحدهم شاهده في المعتقل ، سيف لم يمت أو يفرّ ... وبعد سنوات أخرى أعلن عن أسماء المحررين من الأسر، لكنها لم ترى أسمه بين الأسماء ، فتأكدت أنه مات وما كان مجرد إشاعات ليس لها أساس من الصحة .
وفي يوم طلبت منها والدتها اصطحابها إلى حفل زفاف ابن صديقتها في أضخم فندق في البلد، ولبت دعوة الوالدة خاصة أن هذه الصديقة هي التي عرفتهم بسيف وهي التي كانت تشرف على إتمام زفافها منه فهو من أقاربها ، وهي التي تتكهن دائما ً بأخباره وتبثها كل فترة وفترة.
ذهبتا إلى الحفل وحضرت الصديقة(هاشة باشة)
مرحبة بهما ومسرورة جدا ً لرؤية رفقة بعد كل هذا الغياب وقامت بتعريفهما على عدد لا بأس به من العائلات والتي كانت تلتقيهم في تلك العاصمة الآيلة للسقوط قبل نشوب الحرب فيها ولكنهم تغيروا جدا ً وظهرت عليهم معالم الثراء مما دفعها لتسأل والدتها من أين هبطت عليهم الثروة ؟ وفي أثناء تلك التساؤلات ظهرت بين المدعوين سيدة تبدو من ملامحها أنها أجنبية وتصطحب فتاتين أيضا ً فيهم من ملامحها الكثير وظنت على الفور أنها زوجة أحد أفراد أسرة العريس ، وقامت الصديقة مهللة ومرحبة لتسلم عليها وتدعوها للجلوس على نفس مائدة رفقة ووالدتها اللتين قامتا بدورهما بالترحيب الشديد بها وجلس الجميع واستدارت الصديقة إلى والدة رفقة تسألها إن كانت تعرف هذه السيدة ، وأجابت الصديقة على الفور قبل أن تعرف إجابة الوالدة إنها زوجة سيف ، فلمعت عينا رفقة ونظرت بحدة إلى تلك المرأة التي أخذت منها سيف ، وبادرتها بالسؤال وكأنه من حقها ، أين سيف ؟
فأجابتها أنه قادم فقد التقى صديقه وهو يسلم عليه الآن وسيأتي في الحال ... وما هي إلا دقائق حتى ظهر أمامها رجل ٌ في غاية الأناقة والترتيب ، تفحصته جيدا ً ، هل هذا سيف ؟
تقدم سيف مرحبا بالصديقة ثم التفت إلى والدة رفقة ، تذكرها على الفور وصافحها بحرارة شديدة ونظر إلى رفقة وتساءل بقرارة نفسه هل هذه هي رفقة ؟ ماذا فعل بها الدهر ؟
ورفقة تطيل النظر إليه ، أهذه ملامح العائد من الموت ، العائد من الأسر ، من الضياع ؟ لا أرى ألا رجلا غارقا ً في النعيم ، في الثراء ، في الرخاء ، أهذا سيف ؟ أهذا سيفي ، وحبي، وقُبلتي ، التي عشت في كنفها أكثر من خمسة عشر عاما ً، رفعت إليه بصرها وكأنها تراه لأول مرة وقالت له أهلا بك يا سيفي .. نظر إليها وكانت الدموع قد أغرقت عينيه وانحدرت على وجنتيه المحمرتين من هول المفاجأة ، أجابها وشفاهه ترتعش ، نعم يا رفقة أنا سيف. أيا رفقة ترفقي بنا هل تذكرين يا رفقة ؟
تابعت رفقة نظراتها الجامدة إليه وقالت : لقد تذكرت بما يكفي يا سيف ، خمسة عشر عاما ً وأنا أتذكر ، لم تغب فيها يوما ً ، كنت أحضرك كل يوم ٍ من قبرك واستذكر معك ، أما الآن فقد حان دورك في التذكر، وآن الأوان كي أنسى أنا. قاطعهما سؤال زوجته المندهشة من كل ما يجري هل تعرفها يا سيف ؟ من تكون هذه السيدة ؟ نظر سيف مليا ً قبل أن يجيب ثم استجمع قواه والتقط أنفاسه وقال هي زوجة عزيز ٍلدي مات في الحرب.


نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
ميساء البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01 / 01 / 2008, 02 : 12 AM   رقم المشاركة : [2]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: زوجة عزيز ٍ لدي

قصة مؤثرة تحوي رمزية . مشحونة بالعواطف . هناك خطان متوازيان تسير عليهما أحداث القصة :
1- خط اجتماعي : يتمثل في نتائج الحرب وما تفرزه من تناقضات ، وتفرخه من أثرياء جدد .
2- خط عاطفي : ويتجلى في نوعية العلاقة بين رفقة و زوجها السبق / الحالي . لأني أعتبره لازال زوجها إذا لم يكن هناك طلاق شرعي .
كلمات ثلاث شدتني إلى القصة . ولا أدري هل قاصتنا العزيزة ميساء تعمدت ذلك أم جاء ذلك عفويا . وجاء ذلك على لسان رفقة حين التقت بسيف بعد عودته .. حيث قالت وهي تحدث نفسها : - أهذا سيفي ؟ أهذا حبي ؟ أهذه قبلتي ؟
1- سيف : يحمل الإسم بين طياته سخرية . إذ أن هذا السيف الذي كان في وقت من الأوقات عنوان المحبة والآمال،هو الذي قضى في الأخير على هذه الآمال بزعمه أن رفقة زوجة عزيز عليه .
2- الحب : و التساؤل عنه يعطينا فكرة عن مدى اليأس الذي عم نفس رفقة .. وكأنها تقول : كنت حبي .
3- القبلة : إذا كان الحب شيئا معنويا لا زال قلبها يتلظى منه رغم يأسها منه ، فإن القبلة كان شيئا محسوسا ظلت تحتفظ بذكراها حتى بعد زواجها الثاني ، ولا أدل على ذلك من تحفظها على وهبها للزوج رغم أحقيته بها . وكأني بشفتيها - كما قلبها - لا تزالان ملتهبتين بتلك القبلة .
إذن فتساؤلها ، في رأيي ، يمكن صيغته هكذا : " أهذا أنت أيها السيف ؟ أجئت لتنزل الضربة القاضية بحبي وتذهب بلذة قبلتي؟"
و أخيرا هناك إسم رفقة : و هو إسم يحمل في بداية القصة أملا في عشرة تدوم إلى الأبد ، فكان العكس .
رعاك الله أختي ، و بارك الله في إنتاجاتك الأدبية
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01 / 01 / 2008, 20 : 10 PM   رقم المشاركة : [3]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

رد: زوجة عزيز ٍ لدي


اخي العزيز رشيد حسن

انا أحترم جدا ً قرائتك العميقة لنصوصي

وكم أقدر من يقرأني جيدا ً ويفهم ما وراء كلماتي

اخي على بساطة نصوصي وقصصي الا اني أقصد

كل حرف فيها ويعنيني جدا وانت اخي رشيد

تضع النقاط على الحروف فتصبح أجمل وأبهى

كم أنا فخورة باستاذ راقٍ مثلك يقرأ لي بهذا العمق

شكرا ً جزيلا ً لك وسنة حلوة ان شاء الله
ميساء البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12 / 03 / 2025, 10 : 07 PM   رقم المشاركة : [4]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: زوجة عزيز ٍ لدي

قصة رائعة جدا يا ميساء، ولعلي أعتبرها أحسن ما قرأت لك، وهي تجعلني الآن، أرغب في البحث عن بقية نصوصك وكلماتك هنا...
راقني أيضا تعليق الأستاذ رشيد..
والقصة حقا تنتظر مقاربة قرائية، فهي تستحق ذلك وأكثر
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جرح عزيز عزة عامر اعرض نصك للتصحيح اللغوي والإملائي 12 20 / 07 / 2022 50 : 04 AM
ثرثرة زوجة فؤاد يحيى الجبوري الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 2 14 / 03 / 2017 49 : 12 AM
بلية..سودة.. محمد جادالله محمد المقالة السياسية 2 23 / 11 / 2016 21 : 08 PM
شوية..تبن.. محمد جادالله محمد الأدب الساخر 2 29 / 11 / 2014 10 : 01 AM
زوجة المختار حسين خلف موسى الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 1 26 / 12 / 2008 28 : 01 PM


الساعة الآن 43 : 03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|