الخاطرة السابعة عشر // ألا لله الدين الخالص
الخاطرة السابعة عشر
ألا لله الدين الخالص
الإخلاص هو إفراد الله عزوجل بالقصد في العبادة,وتجريد معنى التقرب إليه سبحانه وتعالى عن جميع الشوائب.والإخلاص هو نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق عزوجل,فكيف يجتمع الإخلاص ومحبة مدح الناس,أو الطمع فيما في أيدي الناس,وقد بين الله عزوجل أن العمل لايقبل حتى يكون الدافع إليه إخلاص العمل لله عزوجل فقال جل من قائل:"ألا لله الدين الخالص".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا,وابتغي به وجهه". فلا يجتمع في القلب إخلاص ومحبة ثناء,وطمع فيما عند الناس,إلا كما يجتمع الماء والنار. فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص ,فأقبل على الطمع أولا فاذبحه بسكين اليأس,وأقبل على الثناء والمدح فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة,فإذا استقام لك ذلك سهل عليك الإخلاص,
,,,وأما الزهد في الثناء والمدح فيسهله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين,ولا يضر ذمه ويشين,إلا الله وحده لا شريك له.فازهد في مدح من لا يزينك مدحه,وفي ذم من لا يشينك ذمه,وارغب في مدح من كل الزين في مدحه,وكل الشين في ذمه,ولن تقدر على ذلك إلا بالصبر,فمتى فقدت الصبر واليقين,كنت كمن أراد السفر في البحر في غير مركب .قال الله تعالى:"وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون".
فاللهم اهدنا فيمن هديت,وعافنا فيمن عافيت,وتولنا فيمن توليت يا أرحم الراحمين يارب العالمين.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|