حتى ونحن نموت
حتى ونحن نموت
.
***قالوا لحكيم يسكن الجبل : ما كنت تفعل في هذه الحياة !! قال: من يوم جئتُ اليها وأنا أفكّر كيف جاءت هي …..وأنظرُ الى كلّ شيء ثم تصعد عيني إلى السماء ….علّي أرى الله
.
.**كان يصلّي جنب البحر ..جئت اليه قال: ماذا تفعلون ..قلت نأكل ونشرب وننام …ومنّا غني وفقير ….قلتُ : فالغنيّ اعتاد غناه وقصره وأنتم اعتدتم اكواخكم وفقركم فأنتم سواء ….فالحياة التي لا وقت فيها لرؤية الله والإقتراب منه ,,,تشبه حياة البهائم التي لا تفعل غير الأكل والشرب ..وانتظروا الموت كما تنتظرون الحياة فهما مختلطان …وإذا تعذّب أيّ شخص أنت ترى عذابه وتسمع صياحه …فسوف تتألّم ألمه إذا لم تُعنه - ان استطعت - …….والإستطاعة قوّة من الله أنت تُصيب منها كلّما اقتربت من الله أكثر ………فأنت تقول لا أقدر وغيرك يُعين ويقدر ….فهو قُرب القوّة وأنت بعيد عنها …وكلّ ذنب تذنبه إذا لم تتمزّق أنت بالألم بسببه يمزّقك الله لتتطهّر
**قال له : لا تفكّر بجسمك الذي سينزل في التراب …بل في روحك التي ستصعد في السماء ….ذلك هو الموت …قال: كيف : هل ينسى انسان وجهه ………حيث يكون وجهي أكون وسأظلّ أفكّر في هوانه هناك
**أنت ترين مالا يرون .... وإذا رأيت جدولا ينساب ,,,,,,في الأرض تبحثين عن نبع مائه الزلال ....قبل ان تعكّره الأتربة .....وبعد حين لشدة صفائك ترين الله
**كانوا يمرّون ببابنا كلّ يوم ..كم تستغرب أنهم في القبور .....وسنظلّ نستغرب الموت حتى ونحن نموت .....ماله كثير وزمانه قليل فيبقى ماله …كمّن يطبخ جمّلا ....يأخذ لقمة ويأكلون الجمل …قال وهو يموت :السعادة نلتقي بها التقاء ,,,مع بعض النفوس الشفيفة وليس سعادة مع الجمع الكثير ...والسعادة هناك في طريق بين ادغال الجنة لا يعترَضَها الموت ....
…عبدالحليم الطيطي.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|