قصة أرملة لغي دو موپاسان ترجمة نصيرة تختوخ - منتديات نور الأدب



 
التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 136,832
عدد  مرات الظهور : 111,523,623

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نــور الــشــعـر > عــالـم.بــلا.حــدود.ولاقـيــود....... > خلايا الترجمة وتصنيفات أقسامها لمختلف اللغات الحيّة > ترجمة القصص
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 04 / 12 / 2012, 27 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

mmyz2 قصة أرملة لغي دو موپاسان ترجمة نصيرة تختوخ

[align=center][table1="width:95%;background-color:burlywood;border:4px outset darkred;"][cell="filter:;"][align=center]كان ذلك في موسم القنص، في قصر بانڤيل, ذات خريف ماطر، حزين.
حيث أصبحت الأوراق الحمراء عوض أن تطقطق تحت الأرجل تَفْسَد في الأخاديد تحت الأمطار الغزيرة. والغابـة، المنسلخة تقريبا،تشابه برطوبتها غرفة حمام. من يدخل الغابة تحت الأشجار المجلودة بحبات المطر، كان لزاما أن تجتاحه رائحة تعفن وأبخرة ماء ساقط و أوراق مشبعة بالماء وأرض مبللة .
والقناصون المقوسة ظهورهم في هذه الفيضانات المستمرة، وكلابهم الكئيبة بذيولها المنخفضة وفروها الملتصق على ضلوعها، والقناصات اليافعات في قاماتهن المتماسكة في المطر العابر كانوا يعودون كل مساء بأجساد وأرواح نال منها الملل.
في قاعــة الجلوس الكبيرة بعد العشاء والريح تدفع درفات الشبابيك بقوة وصخب وتدير دوارت الريح العتيقة في حركة سريعة متواصلة كان يُشرع في لعب اليانصيب دون أي متعة تذكر .
ظهرت فكرة سرد الحكايات للتسلية لكن لاأحد استطاع الإتيان بشيء ممتع.
حكا القناصون مغامرات صيدهم وطرائدهم ولم تكن من بين النساء واحدة بخيال شهرزاد.
محاولة التسلية هذه كانت على وشك أن تفقد جدواها لولا انتباه فتاة وهي تلعب بيد امرأة، آنسة عجوز، إلى خاتم صغير في إصبعها يبدو وكأنه خصلة شعر أشقر.
سبق لها أن انتبهت له دون أن تتوقف عند ماهيته و السؤال عن حكايته.
وهي تحركه برفق حول إصبع العجوز سألتها :'' قولي لي ياعمة، ماهذا الخاتم؟ وكأن شعر طفل؟ ''
احمرت الآنسة العجوز، ثم ذبلت وبصوت مرتجف أجابت:'' إن الأمر محزن، محزن جدا، لدرجة أنني لا أتحدث عنه أبدا. كل تعاسة حياتي أصلها هنا.
كنت لاأزال شابة والذكرى بقيت مؤلمة بالنسبة لي لحد البكاء الشديد كل مرة''.
أراد الجميع معرفة القصة ورغم رفض العجوز في البداية إلا أنها رضخت للتوسل والرجاء.
قالت:''لقد سمعتموني كثيرا أتحدث عن عائلة ''سانتيز '' التي لم تعد بيننا.
عرفت من تلك العائلة رجالها الثلاث ولقد ماتوا ثلاثتهم بنفس الطريقة، وهذا شعر آخر واحد منهم .
كان عمره ثلاث عشرة سنة حين أنهى حياته من أجلي.
يبدو هذا غريبا بالنسبة لكم؛ أليس كذلك ؟''.

'' آه! لقد كانوا سلالة مختلفة، مجانين، لكن مجانين آسرين .كانت لهم ميول جارفة خطيرة ، دوافع كبيرة تنبعث من أعماقهم وتجعلهم يندفعون إلى أكثر الأشياء توهجا وأكثر التضحيات تطرفا بل وحتى إلى الجنايات.
كان ذلك في طبعهم مثلما توجد التقوى المتقدة في بعض الأرواح. من يختارون طريق الرهبان ليسوا كالراكضين خلف الشهوات.
''كنا نقول في إطار عائلي:'' عاشق كواحد من آل سانتيز ''.
كان تخمين شغفهم هذا ممكنا بمجرد النظر إليهم فقد تميزوا جميعا بشعر ذي خصلات ينزل على الجبين ولحية مجعدة و عيون واسعة يخترق شعاعها الناظر إليها ويُربكه دون أن يعرف السبب.

'' أذكر عن الجد حكاية وحيدة: بعد مغامرات كثيرة ومبارزات وخطف نساء، وفي الخامسة والستين من عمره عشق ابنة مزارع عنده .
عرفت كِلاَهما هي كانت شقراء، شاحبة، متميزة بكلام بطيء وصوت طري ونظرات ناعمة، ناعمة جدا لدرجة أن نخالها قديسة.
أقامت عند ه لكنه فُتِن بها لدرجة أنه أصبح لايستطيع الاستغناء عنها لدقيقة.
ابنته وزوجة ابنه اللتان كانتا تسكنان القصر اعتبرتا الأمر عاديا فالحب كان عادة من عادات البيت.
حين يتعلق الأمر بالشغف والهوى لاشيء كان يثير استغرابهما وإذا تحدث أحد إليهما عن ولع وعراقيله أو عن عشاق مفترقين أوحتى عن انتقام بعد خيانة كانتا تقولان بأسف :'' آه! كم،سيكون عانى / أو تكون عانت لتصل إلى أمر كهذا !''؛ ولا تزيدان على ذلك. تعاطفتا دوما مع مآسي القلوب ولم تسخطا عليها أبدا حتى ولو تعلق الأمر بوصولها حد الجريمة.
'' لكن في يوم خريفي أتى رجل يدعى م.جارديل دُعِي للقنص وأخذ ابنة المزارع الشابة.
السيد سانتيز بقي هادئا وكأن لا شيئا لم يحدث إلى أن وجد في إحد الصباحات معلقا متدليا وسط الكلاب في مأواهم ''.
''ابنه مات بنفس الطريقة في نزل في باريس أثناء سفره عام 1841بعد أن خانَتْهُ مغنية أوبرا .
ترك هذا الأخير ابنا في الثانية عشر من عمره وأرملة،خالتي.
أتت وابنها للعيش عند والدي، في أرضنا، في برتيون وكان عمري حينها سبعة عشر عاما.
'' لن تستطيعوا تخيل كم كان هذا السانتيز الصغير واعدا ومدهشا. قيل أن كل دفء ونشوة سلالتهم اجتمعت فيه، هو آخرهم.
كان يحلم دوما ويتجول وحيدا لساعات في طريق مشجر بالدردار يذهب من القصر للغابة.
وكنت أراقب من نافذتي هذا الصبي العاطفي الذي يمشي بخطى حثيثة وأيدٍ خلف الظهر وجبين منحنٍ ومن حين لآخر يرفع عيونه وكأنه يرى ويفهم و يحس أشياء أكبر من سنه.
'' كثيرا ماكان يحدث بعد العشاء أن يقول لي تعالي نحلم ياقريبتي ..فنذهب معاً إلى الحديقة. ليتوقف فجأة أمام الفسحة التي يسبح فيها ذلك الدخان الأبيض كشريط قطني يزين به القمر إضاءات الغابة.
كان يقول لي وهو يمسك يدي :'' أنطري إلى هذا، أنطري إلى هذا، لكنك لا تفهمينني أنا أحسه.
لو فهمتني لصرنا سعداء ، يجب أن نحب لنفهم ''.
كنت أضحك وأقبله، أقبل هذا الصبي الذي أحبني حتى الموت .
'' كثيرا ماجلس بعد العشاء على ركبتي أمي. وقال لها :'' هيا ياخالة احك لنا حكايات حب '' وكانت أمي مازحة تروي له أساطير عائلته، كل المغامرات الشغوفة لأجداده، لأنه تم تناقل الآلاف والآلاف منها، الحقيقية منها والكاذبة.
إنها سُمْعَتهم التي أضاعتهم، كانوا يجارون أنفسهم يعندون ويصنعون مجدهم بما لايترك أي شك فيما يتردد عنهم '' .
'' كان ينتشي وهو يسمع الحكايات وأحيانا يضرب بيديه ويردد أناأيضا؛ أنا أيضا أستطيع أن أحب أفضل منهم جميعا ''.
وغازلني، مغازلة خجولة ،عميقة ،حنونة. كانت تضحكنا، بطبيعتها الباعثة على الضحك فعلا.
كل صباح كان يهديني زهوراً قطفها بنفسه وكل مساء قبل أن يصعد لغرفته كان يقبل يدي ويقول لي :''أحبـك '' ''.

''لقد أذنبت، أنا مذنبة ولازلت أبكي بلا توقف بسبب ذلك.
دفعت عمري كله كفارة ذلك وبقيت آنسة عجوزا أو من الأرجح أن أقول بقيت خطيبة أرملة، أرملته ''.
كنت أتسلى بهذا الحنان الطفولي وأحفزه فأهتم بأناقتي و جاذبيتي .
كأنني أمام رجل أُبْدي نعومتي وغنجي.
جعلت هذا الطفل يضطرب.
كان الأمر لعباً وتسلية مرحة بالنسبة لي وحتى لوالدته.
كان عمره اثنا عشر عاما ولم يكن أحدنا ليفكر بشكل جدي في عشق ذري !
كنت أقبله بقدر ما يريد وأكتب له رسائل ناعمة تقرأها أمهاتنا وكان يجيبني برسائل نارية احتفظت بها.
ظن أن حميمية حبنا سرية، معتبرا نفسه رجلا ونحن نسينا أنه من آل سانتيز.''
و استمر هذا قرابة عام.
في مساء أحد الأيام ارتمى أمام ركبي وقَبَّلَ طرف فستاني باندفاع غاضب وردد :'' أحبك،أحبك،أحبك حد الموت إن خنتني أو تركتني من أجل آخر، أتعلمين سأقوم بما قام به والدي ''.
وأضاف بصوت عميق يبعث على الارتعاش :'' أتعرفين ماقام به؟ ''. لكن لكوني بقيت معقودة اللسان، قام ووقف على أطراف أصابعه للوصول إلى أذني، لأنني كنت أطول منه،
وهمس اسمي في أذني :'' جنيفياف! ''
قالها بإيقاع ناعم، جميل، حنون لدرجة أنني ارتعشت حتى أخمص قدمي.
وتمتمت:'' لندخل، لندخل !''
لم يرد بشيء وتبعني وحين وصلنا لدرجات الممر توقف وقال:'' أتعرفين إن تخيلت عني، سأقتل نفسي ''.
'' فهمت حينها أنني ذهبت بعيدا وقررت التحفظ أكثر.
ولأنه لامني ذات يوم قلت له :'' أنت أكبر بكثير من المزاح الآن وصغير جدا على حب جاد، أنا أنتظر ''.
قلتها وظننت أنني بهذا متعادلة.
'' وُضِع في ملجأ في الخريف وحين عاد في الصيف كان عندي خطيب.
فَهِمَ مباشرة ماحدث بعد عودته. وبقي لمدة ثمانية أيام متأملا لدرجة أقلقتني.
'' في صباح اليوم التاسع انتبهت لورقة صغيرة منسلة من تحت باب غرفتي. فتحتها وقرأت :'' لقد تخليت عني وأنت تعلمين ماذا قلتُ لك.
إنه الموت الذي حكمت علي به ولأنني لاأريد أن يجدني أحد غيرك. تعالي إلى الحديقة، إلى المكان الذي قلت لك فيه، في العام الماضي، أنني أحبك وانظري إلى الأعلى ''.
''كمجنونة لبست ملابسي بسرعة وبسرعة ركضت، ركضت لدرجة السقوط من التعب حتى وصولي المكان المقصود.
قبعته الصغيرة التي جاء بها من الملجأ كانت على الأرض، في الوحل.
لقد أمطرت طوال الليل، رفعت عيناي وانتبهت لشيء يتأرجح بين الأوراق فالريح كانت تهب بقوة.
'' لاأعرف تماما مافعلته بعدها. قد أكون صرخت بقوة في البداية وأغمي علي وسقطت ثم استفقت وذهبت للقصر.
عاد إلي رشدي في سريري وأمي بجانبه . ظننت أنني عشت كابوسا مرعبا وتمتمت :'' وهو غونتران؟...'' لكنهم أخبروني أن الأمر حدث فعلا.
'' لم أجرؤ على رؤيته مرة أخرى لكنني طلبت خصلة من شعره الأشقر وهاهي ...هاهي ''.
مدت المرأة العجوز يدها المرتجفة في حركة يائسة.
مسحت أنفها عدة مرات وعيونها وأضافت :'' وألغيت زواجي دون أن أذكر السبب ..و ..و بقيت أرملة ذلك الطفل الذي كان عمره ثلاثة عشرة عاما ''.
ثم أحنت رأسها على صدرها وبكت بدموع متفكرة.
وهم يغادرون إلى غرفهم همس قناص بَدِين ،أَرْبَكَت القصة هدوءه ،في أذن جاره :'' أليس تعيسا أن نكون عاطفيين لهذا الحد ! ''.
ترجمة نــصيرة تختوخ
****************************************
[/align]
[/cell][/table1][/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة نصيرة تختوخ ; 30 / 11 / 2014 الساعة 44 : 04 PM.
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04 / 12 / 2012, 28 : 12 AM   رقم المشاركة : [2]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: قصة الأرمــلة لغي دو موپاسان ترجمة نصيرة تختوخ

القصة بالفرنسية :
UNE VEUVE.
C'était pendant la saison des chasses, dans le château de Banneville. L'automne était pluvieux et triste. Les feuilles rouges, au lieu de craquer sous les pieds, pourrissaient dans les ornières, sous les lourdes averses.
La forêt, presque dépouillée, était humide comme une salle de bains. Quand on entrait dedans, sous les grands arbres fouettés par les grains, une odeur moisie, une buée d'eau tombée, d'herbes trempées, de terre mouillée, vous enveloppait; et les tireurs, courbés sous cette inondation continue, et les chiens mornes, la queue basse et le poil collé sur les côtes, et les jeunes chasseresses en leur taille de drap collante et traversée de pluie, rentraient chaque soir las de corps et d'esprit.
Dans le grand salon, après dîner, on jouait au loto, sans plaisir, tandis que le vent faisait sur les volets des poussées bruyantes et lançait les vieilles girouettes en des tournoiements de toupie. On voulut alors conter des histoires, comme il est dit en des livres; mais personne n'inventait rien d'amusant. Les chasseurs narraient des aventures à coups de fusil, des boucheries de lapins; et les femmes se creusaient la tête sans y découvrir jamais l'imagination de Schéhérazade.
On allait renoncer à ce divertissement, quand une jeune femme, en jouant, sans y penser, avec la main d'une vieille tante restée fille, remarqua une petite bague faite avec des cheveux blonds, qu'elle avait vue souvent sans y réfléchir.
Alors, en la faisant rouler doucement autour du doigt, elle demanda: «Dis donc, tante, qu'est-ce que c'est que cette bague? On dirait des cheveux d'enfant...» La vieille demoiselle rougit, pâlit; puis, d'une voix tremblante: «C'est si triste, si triste, que je n'en veux jamais parler. Tout le malheur de ma vie vient de là. J'étais toute jeune alors, et le souvenir m'est resté si douloureux que je pleure chaque fois en y pensant.»
On voulut aussitôt connaître l'histoire; mais la tante refusait de la dire; on finit enfin par la prier tant qu'elle se décida.
«Vous m'avez souvent entendu parler de la famille de Santèze, éteinte aujourd'hui. J'ai connu les trois derniers hommes de cette maison. Ils sont morts tous les trois de la même façon; voici les cheveux du dernier. Il avait treize ans, quand il s'est tué pour moi. Cela vous paraît étrange, n'est-ce pas?
«Oh! c'était une race singulière, des fous, si l'on veut, mais des fous charmants, des fous par amour. Tous, de père en fils, avaient des passions violentes, de grands élans de tout leur être qui les poussaient aux choses les plus exaltées, aux dévouements fanatiques, même aux crimes. C'était en eux, cela, ainsi que la dévotion ardente est dans certaines âmes. Ceux qui se font trappistes n'ont pas la même nature que les coureurs de salon. On disait dans la parenté: «Amoureux comme un Santèze.» Rien qu'à les voir, on le devinait. Ils avaient tous les cheveux bouclés, bas sur le front, la barbe frisée, et des yeux larges, larges, dont le rayon entrait dans vous, et vous troublait sans qu'on sût pourquoi.
«Le grand-père de celui dont voici le seul souvenir, après beaucoup d'aventures, et des duels et des enlèvements de femmes, devint passionnément épris, vers soixante-cinq ans, de la fille de son fermier. Je les ai connus tous les deux. Elle était blonde, pâle, distinguée, avec un parler lent, une voix molle et un regard si doux, si doux, qu'on l'aurait dit d'une madone. Le vieux seigneur la prit chez lui, et il fut bientôt si captivé qu'il ne pouvait se passer d'elle une minute. Sa fille et sa belle-fille, qui habitaient le château, trouvaient cela naturel, tant l'amour était de tradition dans la maison. Quand il s'agissait de passion, rien ne les étonnait, et, si l'on parlait devant elles de penchants contrariés, d'amants désunis, même de vengeance après les trahisons, elles disaient toutes les deux, du même ton désolé: «Oh! comme il (ou elle) a dû souffrir pour en arriver là!» Rien de plus. Elles s'apitoyaient toujours sur les drames du coeur et ne s'en indignaient jamais, même quand ils étaient criminels.
«Or, un automne, un jeune homme, M. de Gradelle, invité pour la chasse, enleva la jeune fille.
«M. de Santèze resta calme, comme s'il ne s'était rien passé; mais, un matin, on le trouva pendu dans le chenil, au milieu des chiens.
«Son fils mourut de la même façon, dans un hôtel, à Paris, pendant un voyage qu'il fit en 1841, après avoir été trompé par une chanteuse de l'Opéra.
«Il laissait un enfant âgé de douze ans, et une veuve, la soeur de ma mère. Elle vint avec le petit habiter chez mon père, dans notre terre de Bertillon. J'avais alors dix-sept ans.
«Vous ne pouvez vous figurer quel étonnant et précoce enfant était ce petit Santèze. On eût dit que toutes les facultés de tendresse, que toutes les exaltations de sa race étaient retombées sur celui-là, le dernier. Il rêvait toujours et se promenait seul, pendant des heures, dans une grande allée d'ormes allant du château jusqu'au bois. Je regardais de ma fenêtre ce gamin sentimental, qui marchait à pas graves, les mains derrière le dos, le front penché, et, parfois, s'arrêtait pour lever les yeux comme s'il voyait et comprenait, et ressentait des choses qui n'étaient point de son âge.
«Souvent, après le dîner, par les nuits claires, il me disait: «Allons rêver, cousine...» Et nous partions ensemble dans le parc. Il s'arrêtait brusquement devant les clairières où flottait cette vapeur blanche, cette ouate dont la lune garnit les éclaircies des bois; et il me disait, en me serrant la main: «Regarde ça, regarde ça. Mais tu ne me comprends pas, je le sens. Si tu me comprenais, nous serions heureux. Il faut aimer pour savoir.» Je riais et je l'embrassais, ce gamin, qui m'adorait à en mourir.
«Souvent aussi, après le dîner, il allait s'asseoir sur les genoux de ma mère. «Allons, tante, lui disait-il, raconte-nous des histoires d'amour.» Et ma mère, par plaisanterie, lui disait toutes les légendes de sa famille, toutes les aventures passionnées de ses pères; car on en citait des mille et des mille, de vraies et de fausses. C'est leur réputation qui les a tous perdus, ces hommes; ils se montaient la tête et se faisaient gloire ensuite de ne point laisser mentir la renommée de leur maison.
«Il s'exaltait, le petit, à ces récits tendres ou terribles, et parfois il tapait des mains en répétant: «Moi aussi, moi aussi, je sais aimer mieux qu'eux tous!»
«Alors il me fit la cour, une cour timide et profondément tendre dont on riait, tant c'était drôle. Chaque matin, j'avais des fleurs cueillies par lui, et chaque soir, avant de remonter dans sa chambre, il me baisait la main en murmurant: «Je t'aime!»
«Je fus coupable, bien coupable, et j'en pleure encore sans cesse, et j'en ai fait pénitence toute ma vie, et je suis restée vieille fille, -- ou plutôt non, je suis restée comme fiancée-veuve, veuve de lui. Je m'amusai de cette tendresse puérile, je l'excitais même; je fus coquette, séduisante, comme auprès d'un homme, caressante et perfide. J'affolai cet enfant. C'était un jeu pour moi, et un divertissement joyeux pour sa mère et pour la mienne. Il avait douze ans! Songez! qui donc aurait pris au sérieux cette passion d'atome! Je l'embrassais tant qu'il voulait; je lui écrivis même des billets doux que lisaient nos mères; et il me répondait des lettres, des lettres de feu, que j'ai gardées. Il croyait secrète notre intimité d'amour, se jugeant un homme. Nous avions oublié qu'il était un Santèze!
«Cela dura près d'un an. Un soir, dans le parc, il s'abattit à mes genoux et, baisant le bas de ma robe avec un élan furieux, il répétait: «Je t'aime, je t'aime, je t'aime à en mourir. Si tu me trompes jamais, entends-tu, si tu m'abandonnes pour un autre, je ferai comme mon père...» Et il ajouta d'une voix profonde à donner un frisson: «Tu sais ce qu'il a fait!»
«Puis, comme je restais interdite, il se releva, et se dressant sur la pointe des pieds pour arriver à mon oreille, car j'étais plus grande que lui, il modula mon nom, mon petit nom: «Geneviève!» d'un ton si doux, si joli, si tendre, que j'en frissonnai jusqu'aux pieds.
«Je balbutiais: «Rentrons, rentrons!» Il ne dit plus rien et me suivit; mais, comme nous allions gravir les marches du perron, il m'arrêta: «Tu sais, si tu m'abandonnes, je me tue.»
«Je compris, cette fois, que j'avais été trop loin, et je devins réservée. Comme il m'en faisait, un jour, des reproches, je répondis: «Tu es maintenant trop grand pour plaisanter, et trop jeune pour un amour sérieux. J'attends.»
«Je m'en croyais quitte ainsi.
«On le mit en pension à l'automne. Quand il revint l'été suivant, j'avais un fiancé. Il comprit tout de suite, et garda pendant huit jours un air si réfléchi que je demeurais très inquiète.
«Le neuvième jour, au matin, j'aperçus, en me levant, un petit papier glissé sous ma porte. Je le saisis, je l'ouvris, je lus: «Tu m'as abandonné, et tu sais ce que je t'ai dit. C'est ma mort que tu as ordonnée. Comme je ne veux pas être trouvé par un autre que par toi, viens dans le parc, juste à la place où je t'ai dit, l'an dernier, que je t'aimais, et regarde en l'air.»
«Je me sentais devenir folle. Je m'habillai vite et vite, et je courus, je courus à tomber épuisée, jusqu'à l'endroit désigné. Sa petite casquette de pension était par terre, dans la boue. Il avait plu toute la nuit. Je levai les yeux et j'aperçus quelque chose qui se berçait dans les feuilles, car il faisait du vent, beaucoup de vent.
«Je ne sais plus, après ça, ce que j'ai fait. J'ai dû hurler d'abord, m'évanouir peut-être, et tomber, puis courir au château. Je repris ma raison dans mon lit, avec ma mère à mon chevet.
«Je crus que j'avais rêvé tout cela dans un affreux délire. Je balbutiai: «Et lui, lui, Gontran?...» On ne me répondit pas. C'était vrai.
«Je n'osai pas le revoir; mais je demandai une longue mèche de ses cheveux blonds. La... la... voici...»
Et la vieille demoiselle tendait sa main tremblante dans un geste désespéré.
Puis elle se moucha plusieurs fois, s'essuya les yeux et reprit: «J'ai rompu mon mariage... sans dire pourquoi... Et je... je suis restée toujours... la... la veuve de cet enfant de treize ans.» Puis sa tête tomba sur sa poitrine et elle pleura longtemps des larmes pensives.
Et, comme on gagnait les chambres pour dormir, un gros chasseur dont elle avait troublé la quiétude souffla dans l'oreille de son voisin:
– N'est-ce pas malheureux d'être sentimental à ce point-là!

Guy de Maupassant

التعديل الأخير تم بواسطة نصيرة تختوخ ; 08 / 04 / 2013 الساعة 18 : 11 PM.
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04 / 12 / 2012, 10 : 10 PM   رقم المشاركة : [3]
محمد السنوسي الغزالي
أديب وإذاعي يكتب القصة والمقالة

 الصورة الرمزية محمد السنوسي الغزالي
 





محمد السنوسي الغزالي is just really niceمحمد السنوسي الغزالي is just really niceمحمد السنوسي الغزالي is just really niceمحمد السنوسي الغزالي is just really nice

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: ليبيا

رد: قصة أرملة لغي دو موپاسان ترجمة نصيرة تختوخ

دخلت اجواء وانفاس الترجمة إلى النص فتحول إلى قطعة ادبية رائعة
الحقيقة ان الترجمة فن قائم بذاته ما لم يقع النص المترجم في قلب المتلقي يكون مملا
هذا النص لايمل
شكرا نصيرة الرائعة
توقيع محمد السنوسي الغزالي
 غفوت علي سحر صوتها.

صحوت علي خطواتها

تعبر إلي قلبي وهي تعلن القلق الجميل
وتلتفت عني بقولها أني تركتها وحدها.
ياللدلال القاتل،!

[BIMG]http://dc03.arabsh.com/i/00669/lh60uc32e8g4.jpg[/BIMG]

التعديل الأخير تم بواسطة نصيرة تختوخ ; 08 / 04 / 2013 الساعة 18 : 11 PM.
محمد السنوسي الغزالي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04 / 12 / 2012, 14 : 11 PM   رقم المشاركة : [4]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: قصة أرملة لغي دو موپاسان ترجمة نصيرة تختوخ

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]أستاذ محمد يسعدني أن تنال الترجمة إعجابك التي حاولت من خلالها نقل قصة الكاتب المعروف غي دو موپاسان بزخم مشاعرها الإنسانية وأحداثها وأتمنى أن أكون وفقت.
دمت بكل الخير ولك تقديري وتحيتي.[/align]
[/cell][/table1][/align]
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05 / 12 / 2012, 07 : 12 AM   رقم المشاركة : [5]
خيري حمدان
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم

 الصورة الرمزية خيري حمدان
 





خيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond repute

:more61: رد: قصة أرملة لغي دو موپاسان ترجمة نصيرة تختوخ

أليس جميلا أن نكون عاشقين إلى هذا الحدّ - قصّة في منتهى الجمال والمتعة
دمت يا أديبتنا العزيزة نصيرة مبدعة ومترجمة
خيري حمدان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05 / 12 / 2012, 22 : 12 AM   رقم المشاركة : [6]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: قصة أرملة لغي دو موپاسان ترجمة نصيرة تختوخ

ترجمة ـ حقيقة ـ في غاية العذوبة...في لغة هوجو أنتِ الأفضل أختي نصيرة...أدام الله سعادتك ...
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 05 / 12 / 2012, 33 : 12 AM   رقم المشاركة : [7]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: قصة أرملة لغي دو موپاسان ترجمة نصيرة تختوخ

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]عشق جيني جارف حد اختيار الموت بديلا.جماله ربما في دراميته وصعوبته في المأسي التي تبقى بعده.
يسعدني أن أكون وفقت في الاختيار و الترجمة لأديب فرنسي أحببت له روايات وقصصا.
مساء هانئ أستاذ خيري وطابت كل أوقاتك.[/align]
[/cell][/table1][/align]
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05 / 12 / 2012, 36 : 12 AM   رقم المشاركة : [8]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: قصة أرملة لغي دو موپاسان ترجمة نصيرة تختوخ

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]الأستاذ والأخ الفاضل محمد الصالح شهادة أعتز بها ويسعدني أن أضيف هذه القصة لرصيد نور الأدب من الأدب العالمي.
تحيتي لك وتقديري.[/align]
[/cell][/table1][/align]
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05 / 12 / 2012, 57 : 12 AM   رقم المشاركة : [9]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: قصة أرملة لغي دو موپاسان ترجمة نصيرة تختوخ

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصيرة تختوخ
[align=center][table1="width:95%;background-color:burlywood;border:4px outset darkred;"][cell="filter:;"][align=center]كان ذلك في موسم القنص، في قصر بانڤيل, ذات خريف ماطر، حزين.
حيث أصبحت الأوراق الحمراء عوض أن تطقطق تحت الأرجل تَفْسَد في الأخاديد تحت الأمطار الغزيرة.
والغابـة، المنسلخة تقريبا،تشابه برطوبتها غرفة حمام.
من يدخل الغابة تحت الأشجار المجلودة بحبات المطر، كان لزاما أن تجتاحه رائحة تعفن وأبخرة ماء ساقط و أوراق مشبعة بالماء وأرض مبللة .
والقناصون المقوسة ظهورهم في هذه الفيضانات المستمرة، وكلابهم الكئيبة بذيولها المنخفضة وفروها الملتصق على ضلوعهم، والقناصات اليافعات في قاماتهن المتماسكة في المطر العابر كانو يعودون كل مساء بأجساد وأرواح نال منها الملل.
في قاعــة الجلوس الكبيرة بعد العشاء والريح تدفع درفات الشبابيك بقوة وصخب وتدير دوارت الريح العتيقة في حركة سريعة متواصلة كان يُشرع في لعب اليانصيب دون أي متعة تذكر .
ظهرت فكرة سرد الحكايات للتسلية لكن لاأحد استطاع الإتيان بشيء ممتع.
القناصون حكوا مغامرات صيدهم وطرائدهم ولم تكن من بين النساء واحدة بخيال شهرزاد.
محاولة التسلية هذه كانت على وشك أن تفقد جدواها لولا انتباه فتاة وهي تلعب بيد امرأة، آنسة عجوز، إلى خاتم صغير في إصبعها يبدو وكأنه خصلة شعر أشقر.
سبق لها أن انتبهت له دون أن تتوقف عند ماهيته و السؤال عن حكايته.
وهي تحركه برفق حول إصبع العجوز سألتها :'' قولي لي ياعمة، ماهذا الخاتم؟ وكأن شعر طفل؟ ''
الآنسة العجوز، احمرت ثم ذبلت وبصوت مرتجف أجابت:'' إن الأمر محزن، محزن جدا، لدرجة أنني لا أتحدث عنه أبدا. كل تعاسة حياتي أصلها هنا.
كنت لاأزال شابة والذكرى بقيت مؤلمة بالنسبة لي لحد البكاء الشديد كل مرة''.
أراد الجميع معرفة القصة ورغم رفض العجوز في البداية إلا أنها رضخت للتوسل والرجاء.
قالت:''لقد سمعتموني كثيرا أتحدث عن عائلة ''سانتيز '' التي لم تعد بيننا.
عرفت من تلك العائلة رجالها الثلاث ولقد ماتوا ثلاثتهم بنفس الطريقة، وهذا شعر آخر واحد منهم .
كان عمره ثلاث عشرة سنة حين أنهى حياته من أجلي.
يبدو هذا غريبا بالنسبة لكم؛ أليس كذلك ؟''.

'' آه! لقد كانوا سلالة مختلفة، مجانين، لكن مجانين آسرين .كانت لهم ميول جارفة خطيرة ، دوافع كبيرة تنبعث من أعماقهم وتجعلهم يندفعون إلى أكثر الأشياء توهجا وأكثر التضحيات تطرفا بل وحتى إلى الجنايات.
كان ذلك في طبعهم مثلما توجد التقوى المتقدة في بعض الأرواح. من يختارون طريق الرهبان ليسوا كالراكضين خلف الشهوات.
''كنا نقول في إطار عائلي:'' عاشق كواحد من آل سانتيز ''.
تخمين شغفهم هذا كان ممكنا بمجرد النظر إليهم فقد تميزوا جميعا بشعر ذي خصلات ينزل على الجبين ولحية مجعدة و عيون واسعة يخترق شعاعها الناظر إليها ويُربكه دون أن يعرف السبب.

'' الجد أذكر عنه حكاية وحيدة: بعد مغامرات كثيرة ومبارزات وخطف نساء، وفي الخامسة والستين من عمره عشق ابنة مزارع عنده .
عرفت كِلاَهما هي كانت شقراء، شاحبة، متميزة بكلام بطيء وصوت طري ونظرات ناعمة، ناعمة جدا لدرجة أن نخالها قديسة.
أقامت عند ه لكنه فُتِن بها لدرجة أنه أصبح لايستطيع الاستغناء عنها لدقيقة.
ابنته وزوجة ابنه اللتان كانتا تسكنان القصر اعتبرتا الأمر عاديا فالحب كان عادة من عادات البيت.
حين يتعلق الأمر بالشغف والهوى لاشيء كان يثير استغرابهما وإذا تحدث أحد إليهما عن ولع وعراقيله أو عن عشاق مفترقين أوحتى عن انتقام بعد خيانة كانتا تقولان بأسف :'' آه! كم،سيكون عانى / أو تكون عانت لتصل إلى أمر كهذا !''؛ ولا تزيدان على ذلك. تعاطفتا دوما مع مآسي القلوب ولم تسخطا عليها أبدا حتى ولو تعلق الأمر بوصولها حد الجريمة.
'' لكن في يوم خريفي أتى رجل يدعى م.جارديل دُعِي للقنص وأخذ ابنة المزارع الشابة.
السيد سانتيز بقي هادئا وكأن لا شيئا لم يحدث إلى أن وجد في إحد الصباحات معلقا متدليا وسط الكلاب في مأواهم ''.
''ابنه مات بنفس الطريقة في نزل في باريس أثناء سفره عام 1841بعد أن خانَتْهُ مغنية أوبرا .
ترك هذا الأخير ابنا في الثانية عشر من عمره وأرملة،خالتي.
أتت وابنها للعيش عند والدي، في أرضنا، في برتيون وكان عمري حينها سبعة عشر عاما.
'' لن تستطيعوا تخيل كم كان هذا السانتيز الصغير واعدا ومدهشا. قيل أن كل دفء ونشوة سلالتهم اجتمعت فيه، هو آخرهم.
كان يحلم دوما ويتجول وحيدا لساعات في طريق مشجر بالدردار يذهب من القصر للغابة.
وكنت أراقب من نافذتي هذا الصبي العاطفي الذي يمشي بخطى حثيثة وأيدٍ خلف الظهر وجبين منحنٍ ومن حين لآخر يرفع عيونه وكأنه يرى ويفهم و يحس أشياء أكبر من سنه.
'' كثيرا ماكان يحدث بعد العشاء أن يقول لي تعالي نحلم ياقريبتي ..فنذهب معاً إلى الحديقة. ليتوقف فجأة أمام الفسحة التي يسبح فيها ذلك الدخان الأبيض كشريط قطني يزين به القمر إضاءات الغابة.
كان يقول لي وهو يمسك يدي :'' أنطري إلى هذا، أنطري إلى هذا، لكنك لا تفهمينني أنا أحسه.
لو فهمتني لصرنا سعداء ، يجب أن نحب لنفهم ''.
كنت أضحك وأقبله، أقبل هذا الصبي الذي أحبني حتى الموت حبا.
'' كثيرا ماجلس بعد العشاء على ركبتي أمي. وقال لها :'' هيا ياخالة احك لنا حكايات حب '' وكانت أمي مازحة تروي له أساطير عائلته، كل المغامرات الشغوفة لأجداده، لأنه تم تناقل الآلاف والآلاف منها، الحقيقية منها والكاذبة.
إنها سُمْعَتهم التي أضاعتهم، كانوا يجارون أنفسهم يعندون ويصنعون مجدهم بما لايترك أي شك فيما يتردد عنهم '' .
'' كان ينتشي وهو يسمع الحكايات وأحيانا يضرب بيديه ويردد أناأيضا؛ أنا أيضا أستطيع أن أحب أفضل منهم جميعا ''.
وغازلني، مغازلة خجولة ،عميقة ،حنونة. كانت تضحكنا، بطبيعتها الباعثة على الضحك فعلا.
كل صباح كان يهديني زهوراً قطفها بنفسه وكل مساء قبل أن يصعد لغرفته كان يقبل يدي ويقول لي :''أحبـك '' ''.

''لقد أذنبت، أنا مذنبة ولازلت أبكي بلا توقف بسبب ذلك.
دفعت عمري كله كفارة ذلك وبقيت آنسة عجوزا أو من الأرجح أن أقول بقيت خطيبة أرملة، أرملته ''.
كنت أتسلى بهذا الحنان الطفولي وأحفزه فأهتم بأناقتي و جاذبيتي .
كأنني أمام رجل أُبْدي نعومتي وغنجي.
جعلت هذا الطفل يضطرب.
كان الأمر لعباً وتسلية مرحة بالنسبة لي وحتى لوالدته.
كان عمره اثنا عشر عاما ولم يكن أحدنا ليفكر بشكل جدي في عشق ذري !
كنت أقبله بقدر ما يريد وأكتب له رسائل ناعمة تقرأها أمهاتنا وكان يجيبني برسائل نارية احتفظت بها.
ظن أن حميمية حبنا سرية، معتبرا نفسه رجلا ونحن نسينا أنه من آل سانتيز.''
و استمر هذا رابة العام.
في مساء أحد الأيام ارتمى أمام ركبي وقَبَّلَ طرف فستاني باندفاع غاضب وردد :'' أحبك،أحبك،أحبك حد الموت إن خنتني أو تركتني من أجل آخر، أتعلمين سأقوم بما قام به والدي ''.
وأضاف بصوت عميق يبعث على الارتعاش :'' أتعرفين ماقام به؟ ''. لكن لكوني بقيت معقودة اللسان، قام ووقف على أطراف أصابعه للوصول إلى أذني، لأنني كنت أطول منه،
وهمس اسمي في أذني :'' جنيفياف! ''
قالها بإيقاع ناعم، جميل، حنون لدرجة أنني ارتعشت حتى أخمص قدمي.
وتمتمت:'' لندخل، لندخل !''
لم يرد بشيء وتبعني وحين وصلنا لدرجات الممر توقف وقال:'' أتعرفين إن تخيلت عني، سأقتل نفسي ''.
'' فهمت حينها أنني ذهبت بعيدا وقررت التحفظ أكثر.
ولأنه لامني ذات يوم قلت له :'' أنت أكبر بكثير من المزاح الآن وصغير جدا على حب جاد، أنا أنتظر ''.
قلتها وظننت أنني بهذا متعادلة.
'' وُضِع في ملجأ في الخريف وحين عاد في الصيف كان عندي خطيب.
فَهِمَ مباشرة ماحدث بعد عودته. وبقي لمدة ثمانية أيام متأملا لدرجة أقلقتني.
'' في صباح اليوم التاسع انتبهت لورقة صغيرة منسلة من تحت باب غرفتي. فتحتها وقرأت :'' لقد تخليت عني وأنت تعلمين ماذا قلتُ لك.
إنه الموت الذي حكمت علي به ولأنني لاأريد أن يجدني أحد غيرك. تعالي إلى الحديقة، إلى المكان الذي قلت لك فيه، في العام الماضي، أنني أحبك وانظري إلى الأعلى ''.
''كمجنونة لبست ملابسي بسرعة وبسرعة ركضت، ركضت لدرجة السقوط من التعب حتى وصولي المكان المقصود.
قبعته الصغيرة التي جاء بها من الملجأ كانت على الأرض، في الوحل.
لقد أمطرت طوال الليل، رفعت عيناي وانتبهت لشيء يتأرجح بين الأوراق فالريح كانت تهب بقوة.
'' لاأعرف تماما مافعلته بعدها. قد أكون صرخت بقوة في البداية وأغمي علي وسقطت ثم استفقت وذهبت للقصر.
عاد إلي رشدي في سريري وأمي بجانبه . ظننت أنني عشت كابوسا مرعبا وتمتمت :'' وهو غونتران؟...'' لكنهم أخبروني أن الأمر حدث فعلا.
'' لم أجرؤ على رؤيته مرة أخرى لكنني طلبت خصلة من شعره الأشقر وهاهي ...هاهي ''.
مدت المرأة العجوز يدها المرتجفة في حركة يائسة.
مسحت أنفها عدة مرات وعيونها وأضافت :'' وألغيت زواجي دون أن أذكر السبب ..و ..و بقيت أرملة ذلك الطفل الذي كان عمره ثلاثة عشرة عاما ''.
ثم أحنت رأسها على صدرها وبكيت بدموع متفكرة.
وهم يغادرون إلى غرفهم همس قناص بَدِين ،أَرْبَكَت القصة هدوءه ،في أذن جاره :'' أليس تعيسا أن نكون عاطفيين لهذا الحد ! ''.
ترجمة نــصيرة تختوخ
****************************************
[/align]
[/cell][/table1][/align]

وكذا في لغة امرئ القيس... لمن لا يتقن الفرنسية فلغتك أختي نصيرة تُعدّ بحق أفضل جسر لمعرفة روح لغة لامارتين بامتياز !!! شكرا ثم شكرا ثم شكرا...
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 05 / 12 / 2012, 16 : 11 AM   رقم المشاركة : [10]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: قصة أرملة لغي دو موپاسان ترجمة نصيرة تختوخ

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]كل الشكر لك وكل التقدير أستاذ محمد على الحفاوة التي استقبلت بها هذه الترجمة.
دمت بكل الخير والألق.[/align]
[/cell][/table1][/align]
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
موپاسان, الأرمــلة, ترجمة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العمة خيرداـــ طون هرمانس. ترجمة: نصيرة تختوخ نصيرة تختوخ ترجمة القصص 7 04 / 10 / 2021 49 : 02 PM
توقف----شعر طون هرمانس ترجمة: نصيرة تختوخ نصيرة تختوخ واحة ترجمة القصائد 2 11 / 01 / 2014 15 : 07 PM
البحر--شعر طون هرمانس ترجمة: نصيرة تختوخ نصيرة تختوخ واحة ترجمة القصائد 2 09 / 01 / 2014 29 : 03 PM
سعادة ــ طون هرمانس --ترجمة: نصيرة تختوخ نصيرة تختوخ واحة ترجمة القصائد 1 09 / 01 / 2014 47 : 01 AM


الساعة الآن 22 : 04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|