[align=justify]
[gdwl]
لـو لم تكُنْ أمُّ اللغـاتِ هيَ المُنى** لكسرتُ أقلامي وعِفتُ مِدادي
لغـةٌ إذا وقعـتْ عـلى أسماعِنــــا** كانتْ لنا بـــــرداً على الأكبــادِ
سـتظلُّ رابــــــــــطـةً تؤلّـفُ بيننا ** فهيَ الرجــــــاءُ لناطـقٍ بالضّادِ
الشاعر اللبناني الراحل: حليم دموس
[/gdwl]
تحية نور أدبية ضادية كريمة عزيزة..
فكرت بموضوع هذه الندوة تحديداً وموضوعها اللغة العربية ، مع ما يتفضل الدكتور منذر أبو شعر بنشره كسلسلة.
هو موضوع يستحق منا الكثير من البحث والاهتمام ولعلنا تأخرنا بتناوله في هذا القسم..
كلنا نعرف ما تعرضت وتتعرض له اللغة العربية من استهداف وقلة اهتمام، وكأنها تتصدر الرياح العاتية تأتيها من كل صوب.
مع الضعف والتناحر العربي غير المسبوق ومجامع لغوية لا تؤدي دورها المنوط بها لأسباب شتّى لا تخفى على أحد..
منذ بدأ وصم الإسلام بالإرهاب بشكل مطاطي لم يعرّف قانونياً ولم يوضّح عنوانه: " أنت مذنب وإرهابي حتى تثبت العكس " والعكس هذا قضية شائكة بحد ذاتها..
منذ أن فقدنا وزننا كلياً ، وبتنا مفعول بنا لا فاعلين ولا نمتلك أي فاعلية بشؤوننا التي تقرر بمعزل عنا واستبحنا من كلّ من هبّ ودب ..
منذ أن بدأ يتآكل مفهوم الأمّة ويتحول مكونها من كتلة متماسكة إلى أجزاء متناثرة في كيانات وأعراق وطوائف ومذاهب..
منذ أن بدأنا نتقهقر من الحضارة العريقة إلى البداوة باسم الدين ومن المدنية إلى العشائرية..
منذ بدأ ينفرط عقدنا وتتآكل مفاصلنا..
منذ أن بدأنا بالتفكك القومي وتآكل مفاهيمه فقسمنا إلى أجزاء تسهل السيطرة عليها..
منذ بدأت حملة تطهير العرب من عروبتهم وتفريغ الإسلام من معانيه بين الغلو المريض المأزوم والانحلال الفتاك..
منذ أن اندحرنا من أمة عربية وتحولنا من عرب إلى أعراب..
منذ أن بدأنا نحتقر لغتنا ونعتبر الثقافة والحضارة في الانتصار للغات الغرب على لغتنا العربية لنتميز على مجتمعنا، واعتبرنا العربية لغة التخلف والحكم الشمولي والأمراض النفسية والأمية والفقر والأسواق الشعبية التي ترتفع فيها النفايات ويغزوها العفن والذباب..
منذ أصبح المسؤول السياسي في بلادنا يحدث بلغة الغرب..
منذ أن تفككت الأمة إلى أقطار فتفكك حبل اللغة من عربية فصحى جامعة إلى لهجات انتصرنا لها في كل مدينة وقرية وحاولنا ترسيخها على حساب العربية الفصحى..
منذ أن دخلنا الشبكة العنكبوتية بضعفنا وخورنا فرسخنا لهجاتنا وكتبنا بها وأو باللغات الغربية فزدنا بتخريب اللغة العربية ..
منذ أن بدأ الآباء يفخرون بأن أبنائهم يجيدون أكثر من لغة غربية ولا يحسنون فهم العربية والتعبير عن أنفسهم من خلالها..
منذ بدأن نرى أحلامنا بغير لغتنا..
موضوع ندوتنا هو اللغة العربية ورصد الأخطاء التي تصل لمرتبة مجازر نقع بها على حساب لغتنا التي تجمعنا وتوحدنا في كيان واحد قوي صلب متماسك، وطرح الحلول التي يراها كل منا مناسبة.
نود أن نرصد أولا وأخيراً مكانة اللغة العربية عند كل منا ومدى اعتزازنا بها.
بانتظار مداخلاتكم في الرصد والبحث عن الحلول
بكل آيات التقدير
هدى الخطيب
[/align]