رد: الطوفان - رواية تبحث عن مؤلف
لا يخاف ظلم الغادر، وكان ذاك ديدن كل الأمهات؛ لا تتوانى عن غرس بذور البسالة في الأفئدة وحملها لواء المقاومة ؛ لأنهن يعلمن حق اليقين أن العدو سرطان عنكبوتي لا يهدأ حتى يحقق خططه المسطرة في وعد بلفور؛ تثبيت قدمه القذرة في فلسيطن ثم مد أرجله الخبيثة فيما سماه الشريط الأخضر، فكان لزاما شحذ الطفولة بالمواقف الشجاعة؛ ومنها حكاية الشباب الذين كانوا يتسامرون ليلا بمعزل عن المخيم؛ ولم يكن سمرهم تحت ضوء القمر الساطع كسمر هاني البال؛ وقد شط بهم المآل إلى أسوإ حال؛ إنما كانوا يندسون في مخبئ عن العيون المراقبة لتدارس أفكار مواجهة العدو بصمت عن الآذان الملتقفة للأخبار.
وضعوا خطة أولية وقسم كبيرهم المهام بينهم:
- حامد عليك بتجميع شظايا الحديد المتناثر من صنع الأبواب والنوافد من دكان العم حميد.
- حسنا سأقترح عليه تنظيف الدكان في العطلة الأسبوعية.
- عمر، عليك بجمع علب المعلبات الحديدية من مختلف الأحجام.
- إذن سأقصد مجمع النفايات.
- باسل، تدبر أمر البارود وليكن بكمية كافية لتنفيذ الخطة.
- فهمت قصدك، لكن الأمر يتطلب وقتا كبيرا.
كانت كل المهام ميسرة إلا مهمة باسل كانت صعبة تتطلب جهدا ووقتا وسواعد آمنة في حالة انعدام البارود جاهزا؛ فكان عليه صنعه بدراية ودقة وقد خبر جده العملية آمامه لصنع بارود الصيد، فكانت أول خطوة في مهمته التسلل خلف السياج للوصول إلى الكهوف والغيران التي لا ترى مطرا ولا ريحا فإنها تنبث أسنانا من الملح وفي عملية طويلة بطيئة معقدة يجهز البارود.
تفرق جمع الشباب، وعاد كل إلى مسكنه في المخيم. وعند تقدم ملموس في المهام؛ كان كل منهم يمر على مربض الفرس في الخطة مكان معين؛ يترك علامة متفق عليها مسبقا بمستوى التدبير لكل مهمة إلى أن اكتمل التجهيز، وشرعوا خبئا في صنع القنابل بحشو العلب الحديدية بالشظايا الحديدية والبارود والرماد هذا الأخير الذي يزيده دفعة قوية حتى استوت القنابل، وتوزعت عليهم في قسمة ضيزى حسب الموقع والزمان والهدف المنشود إصابته..
|