أبدأ ـ إن شاء الله ـ من حيث انتهيتُ..
(إرهابيس) أو متخيل الإرهاب أو تحالف قوى الفناء
الجزء الأول:
[align=justify]
يقترح الكاتب عز الدين ميهوبي على القارئ رواية تتشكل من مدينة افتراضية تجمع الكثير من الإرهابيين المشهورين في العالم ومعهم الزعماء والقادة الديكتاتوريين عبر التاريخ، ومن هنا نحتاج لمفاهيم الدراسات الاجتماعية والانتروبولوجية لدراسة رواية "إرهابيس" الصادرة عن دار المعرفة نوفمبر 2013 .
يمكن ان نعتبرها رواية ملحمة الإرهاب، لأنها تجمع الكثير من الملامح التاريخية والثقافية والاجتماعية لمدينة المتناقضات( الفكرية والسياسية) الإرهابية، وهي تنطلق من رحلة بحرية لسفينة تتجه نحو جزيرة دولة إرهابستان ، والسفينة تنقل بعض الصحفيين من دول مختلفة قصد التفاعل مع مؤتمر الزعماء الذين تلوثت أيديهم وضمائرهم بالدم، وكأن الكاتب ينجز نصا يتماهى مع رسالة الغفران لأبي العلاء المعري، وقد صنف الشعراء بين الجنة والنار وأنطقهم في قبورهم وأقام قيامتهم خيالا وفنا.
يقرأ الروائي الآتي بعيون استشرافية، حيث تقوم قيامة متخيلة وفنية لرجال الدم والنار والبطش....، في رحلة سردية تشير إلى كونية الفعل الإرهابي وتعدد أشكاله ومرجعياته وأدواته، مع الإحالة إلى البعد الخصوصي في كل فكرة و ممارسة إرهابية أو تقتيلية، يقول بيان تأسيس دولة إرهابيس:"إننا نحن الذين أعلنا الحرب على عالم مزيف، وشعوب خنوعة، وساسة يمتهنون الكذب و النفاق، وعلى أفكار تقتل حق الإنسان في أن يرفض ويقول لا...،قررنا هجرة هذا العالم الموبوء وبناء عالم مختلف أسميناه على بركة الله لرهابيس، يلتقي فيه القاتل من أجل لقمة العيش والمؤمن من أجل فرض شرع الله والثوري من أجل اقتلاع أنظمة فاسدة، والديكتاتور الذي يرى القوة سبيلا للاستقرار، والمتاجر بالسلاح والمخدرات لتحقيق أمنية ( الموت في الجحيم...)ص 20
[/align]