الأستاذ الأديب طلعت / حفظك الله
لا أدري لو كانت نظريتي صحيحة حيث لا أؤمن بتقسيم الأدب إلى قسم نسائي وقسم ذكوري , عندما اقرأ أي أدب لا أنظر إن كان لمذكر أو لمؤنث فالإبداع والكتابة رؤية إنسانية لا علاقة لها بالمؤنث أو المذكر , والأدب هو عصارة أفكار وثقافة شعوب وعلومها ومنه الجيد ومنه السيء , و كلنا نعلم كيف تطور الأدب النسائي منذ عصوره القديمه بدأ بالجاهلي ومن ثم عصر الإسلام ثم عصر الأموي ثم العباسي ثم الأندلسي وأخيرا عصر الإنحطاط ثم النهضة الحديثة . ووجدنا كيف حاول البعض من المغرضين في العصر الحديث تعجيز المرأة وحصر مقدوراتها الإبداعيه في بوتقة الأمور السطحيه
لكنها مع ذلك لم يوقفها كل ذلك عن إبداعها وهناك نساء أديبات لا يمكن حصرهن .....
وقد أكد الكاتب علام عن جريدة النهارأن المترجمة الفلسطينية ليلى شمه أسست وكالة "ألف"، كوسيط بين الكتاب العرب وخصوصاً الشباب منهم، ودور النشر الألمانية، إيمانا بها بأهمية هذا الجسر الثقافي بين حضارتين يجمعهما أكثر ما يفرقهما، وبغية إذابة الجليد وسوء الفهم والأحكام العمياء بين الطرفين، وأيضا لإثبات خطأ الذين يظنون أن اختلاف اللغة والعادات "الأدبية"، بل والحضارية، يقف عقبة أمام هذه الرسالة
وأحياناً نجد أن الأدب النسائي يفقد الكثير من جماله بسبب خوف الأديبة المبدعة من المجتمع الذكوري هذا المجتمع الذي يريد أن يحجر على أفكار وآراء المرأة ويحتل كل شيء حتى في مجال خيالها الأدبي , وهناك من ينقد المرأة وينظر لها كإنسان ضعيف كأنه يقول لها قفي عند هذا الحد ولا تتطوري ولكن مع ذلك نجدها تسير مواكبة التطور ولكن كتاباتها ستبقى مرهونة بمدى وعيها لذاتها وقدرتها على اكتشاف الصلات الوثيقة بين مشكلات مجتمعها ومشكلاتها ومكانتها في المجتمع .
وأضم صوتي إلى صوتك وظني إلى ظنك أن الأنثى تجاوزت مرحلة التوقف أو النكوص في عالم الإبداع فقد صار إبداعها اليوم حاضراً بقوة وشدة وكثافة وقدرة على الوقوف .
دمت بخير