الماء وااكهرباء والكرامة / منذر بهاني
سلام الله عليكم
الماء والكهرباء والكرامه
من الطبيعي والبديهي ان الحياة مبنيه على الماء فهو اساس كل شئ
(وجعلنا من الماء كل شئ حي
وفقدانه يعني فقدان مقومات الحياة فهي من الاساسيات لا بل اهم عنصر للبشريه
اما الكهرباء فقد اصبحت من الامور الاساسيه ايضا في هذا العصر لارتباطها بكثير من امور الحياة اليوميه المعاصره
الامثله كثيره لسنا في صدد تعدادها الان
فهذا الربط بين الماء والكهرباء ليس جزافا فعندما يضرب العدو اول ما يضرب
هذه الشبكات المائيه والكهربائيه لانه يعلم مدى فعاليتها بالضغط على اي حكومه
بغض النظر عن كم الدمار الذي سيحدث بهما ولهذا تجد العدو يركز عليها دون اي اعتبارات انسانيه او اخلاقيه
قطعت الماء وقطعت الكهرباء في فلسطيننا الحبيبه وفي لبنان والشعبين يرزحان في ظلام شبه دائم
ولا من مهتم لهذه الامر على الصعيدين الرسمي والشعبي العربي
ماتت الشعوب او لنقل لم تعد تهتم كثيرا لما يجري لاخوانهم في الدين واللغه والانسانيه
مرد ذلك إما الضغط الحكومي الرسمي العربي الذي هو في الاساس يسهل هذا العدوان بصمته المخزي والقمع الذي
تواجهه تلك الشعوب اذا ارادت التظاهر والاعتقالات البشعه لكافة الاحرار
او التهديد بلقمة العيش وكانها لقمة الحياة الابديه
قصفت الابنيه والجسور والحقول وقصفت معها الكرامه العربيه الرسميه وتقطعت مع كل قطرة دماء
سالت من اطفالنا ونساءنا وشيوخنا في فلسطين والعراق ولبنان
لن ابكي ولن نبكي ولن نعيد سيناريو التنديد والشجب الذي مللنا من سماعه وتكراره
واعادته الرئيس فلان ندد و الرئيس علان شجب والملك ذاك استنكر فهذه الامور
لم تعد تحرك فينا شعره لانها في الاساس لم تعد موجوده استكثروها علينا من جبنهم وخنوعهم
والعصى الامبرياليه عندما تهتز ترتعش العروش كل هذا ليس مهم ولا همي لانني لم اعد
اشعر بوجودي عندما تظهر تلك الامعات على شاشات التلفاز لتتبجح وتلقي بكلام هو اشد وقعا على نفسي
من التصريحات الامريكيه والصهيونيه لانها بكل صراحه تتبنى تلك المواقف وتدافع عنها
اكثر منهم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }المائدة51
الفتك والتدمير والارهاب والقتل الجماعي والاعتقال في فلسطيننا جوبه بالصمت
وكاننا كبش فداء لبقاء تلك الانظمه صمت وصمت حتى انفجر الصمت ولعلع في جنوب لبنان
ايضا بعض النظر عن اهداف الحقيقيه لحزب الله ودوافعه لي رايي بهذا الامر لن اخوض به الان
ولكن ما فعله امر يستحق اعادة الدراسه من الناحيه العسكريه والسياسيه العربيه والصهيونيه
وبالتاكيد المقاومه الفلسطينيه الرائعه بكل المقاييس لانها اول من فتح الباب لهذه النوعيه من المقاومه الشعبيه المشروعه
لن اكون مثل احمد سعيد المعلق المصري ابان حرب 67
وازخرف الامر بان التكافئ العسكري حصل وان النصر على الابواب ما هي الا ساعات ونعود الى فلسطين
لا لن اقول هذا ولكن لن اقول باننا هزمنا
الامر لا يقاس بهذا الشكل
عندما نقول بان جيش مثل جيش الكيان الارهابي النازي حصل به فجوه او عدة فجوات
في فلسطين ولبنان من قتل وخطف علني وعلى مرأى ومسمع الجيش ووصول
الصواريخ الفلسطينيه للمستوطنات الاسرائيليه واكمال حزب الله بوصول الصواريخ لتضرب
عكا والناصره وحيفا وكافة القرى الفلسطينيه على الحدود مع لبنان وعدم شعور المستعمر الصهيوني
بالامان وهروبه الى الملاجئ لاول مره في تاريخ الصراع وهذا ما لم تستطع ان تفعله الجيوش
العربيه
عندها اقول ان هناك تغييرا ما حصل
المقاومه الفلسطينيه واللبنانيه لم تعد كما كانت عليه في سنه 82 ابان الاجتياح الى الان
والوضع الدولي تغير ايضا وهذا ما لم يفهمه العدو ومعه كل الانظمه العربيه منها والاسلاميه
ولذلك خرج علينا من يدين عملية الاختطاف واخر من استنكر ذلك وذاك من طالب بالافراج الفوري عنه
وووووو ما الى هناك من هذه التصريحات التي تديم الكراسي فوق رؤوس الشعب بالجزمه
ولم يجروء احد منهم على قول كلمة حق في وجه سلطان جائر ويطالب الاسياد
بالافراج عن معتقل واحد خطف من منزله لمجرد انه يناضل من اجل استرجاع الكرامه العربيه المهدوره
كم كنت اتمنى من هؤلاء الخانعين ان يغيروا من لهجتهم الخطابيه ويقفوا امام انفسهم اولا
ويساندون المقاومه المشروعه ولو بالكلمه فنحن لا نريد منهم تحريك جيوشهم وصواريخهم واسلحتهم المخزنه في المستودعات
التي اكلها الصدأ في لا تخرج الا لقمع الشعوب العربيه ولا نريد منهم فتح الحدود للمجاهدين فكما قالوا ليس الان وقت الحرب
فنحن ليس لنا مقدره على خوضها الان كلا متوقع ومفهوم ولكن الغير مفهوم ادانتهم للعمل التحرري
وجل ما يستطيعون فعله هو ارسال او محاولة ارسال المساعدات الغذائيه والوعد باعادة الاعمار
وكانهم يقولون للمعتدي دمر واقتل ما شئت ونحن سنعوض له لا عليك امضي بطريقك وابيدهم عن بكرة ابيهم
فهم لا يجلبون الا وجع الراس
نعود الى التغيير الذي حصل وتداعياته التي اراها ايجابيه بكل المقاييس وان كانت
لم ترقى الى المستوى المطلوب لظروف نعرفها كلنا من حصار على المقاومه ومحاولة خنقها
بكل الاشكال وضربها في الصميم بعيدا عن ما يتفوه به اصحاب الكراسي
بدأت الهجمه الصهيونيه على كل من يطالب بحقه في لبنان وفلسطين قبلها بعدة سنين طوال
وضربت وهدمت واستعملت كل ما لديها من اسلحه فتاكه للوصول لهدفها المعلن
وهو تحرير الاسيرين في لبنان والاسير في فلسطين رغم المساعي المشكوره من بعض الاطراف العربيع لمحاولة درء الخطر عن نفسها في المقام الاول وليس لتجنيب الشعبين الفلسطيني واللبناني كما يقولون باءت بالفشل
دكت الجسور والمطارات بحجة عدم هروب الخاطفين علما ان الاختطاف تم في الساعه
9.20 ووصل الخبر للقياده المغتصبه الساعه 10.30
اي ان الذي خطف ليس بذاك الغباء الذي يعتقدونه لينتظر مكانه
وتواصل العدوان الهمجي ليحقق الهدف ولم يتحقق ولن يتحقق وتغير سيناريو الحرب
وبدء العدوان يطال كل شئ كل شئ من الجنوب الى الشمال فاي هدف هذا ؟
لا ليس ذلك فكل ما في الامر ان هناك عدة اجندات وسيناريوهات موضوعه مسبقا وتنتظر
الحدث والاشاره للبدء
1595
والية التنفيذ ورفض التنفيذ وما ادى من ثوره في العواصم العالميه بخصوص سلاح المقاومه والاشكاليه التي
تنتج عنه ودعم سوريا وايران لهما وايضا ساغض النظر عن كيفية الدعم السوري والايراني
لا اقصد لوجستيا ولكن سياسيا ولماذا هذا الدعم ليس هذا موضوعنا
استشراس الكيان المغتصب وزيادة همجيته في فلسطيننا ولبناننا له دلالات عديده منها
كشف زيف القوه العسكريه وهشاشه جيش الاحتلال والهاله الاعلاميه الزائفه المحاطه
به عن انه جيش لا يقهر ومخابراته القويه اخذت صفعه قويه من المقاومه وتريد رد الاعتبار مجددا لهم
في المقام الاول امام الرأي الشعبي الصهيوني والعالمي واخيرا العربي الذي انا متأكد لا ولن يقيموا له اي وزن او اعتبار ولكن
ليقولو اننا ما زلنا هنا ندمر وننتهك اي اجوا نريد ساعة نشاء
ابعاد الاضواء العالميه عن ما يحصل من مجازر في فلسطيننا بيد الصهاينه
محاولة ابعاد الاضواء وتخفيف الضغط عن امريكا وما تفعله بارهابها في العراق
تسليط الاضواء على ايران بكثافه بحجة لعدم استحوازها على اي صواريخ غير تقليديه
فهي لهم ولحلفاءهم والقول انها تدعم الارهاب العالمي وتغذيه
تسليط الضوء على سوريا بحجة دعمها للارهاب على حد قولهم وتناسوا انهم كانو ا
دعموا اعتى ديكتاتوريات التاريخ من رومانيا الى تشيلي ونيكاراغوا وليس كالدعم
لمجرد الحريه والحق المشروع
من هنا اقول ان هذه الحرب في فلسطيننا وعراقنا ولبناننا اخذ وسيأخذ تفكيرا مغايرا
لما شهدناه في السنوات الماضيه في ظل هذه الظروف الجديده رغم الحصار العربي
وتضييق الخناق على المقاومه وما خير دليل على ذلك البارجه التي قصفت وعكا وحيفا والناصره وكافة المستوطنات في غزه والقطاع محطات
الماء والكهرباء قصفوا وهدموا
فلتنتظر هذه الحكومات العربيه الرسميه وما ستفعله المقاومه في فلسطيننا وفي لبنان
بهذا الجيش المتغطرس وستصيبه بكل انواع العذاب وسينحني في النهايه لكل المطالب
رغم صلفه وعجرفته ورفضه للقيام بأي وساطه او محاولة الظهور بمظهر الضعيف عبر مفاوضات غير مباشره
كل ذلك سيتم في حال بقي الدعم الشعبي له واحتضانه وعدم الرضوخ لاي مطلب رسمي عربي بالتخلي عن المقاومه
وهذا ما سعت ويسعى اليه الكيان المجرم وادخال الفتنه بين ابناء الشعب ليفقرهم كعادته ولكن بحمد الله الوعي لتلك النقطه
كبيرا جدا
الكرامه العربيه لن تهدم ما دام هناك مناضلين شرفاء بغض النظر عن المواقف العربيه الرسميه فهي زائله
وكرامة الشعوب الحره هي الباقيه
ولا يسعني في الختام الا ان اوجه الاف التحايا لكل المناضلين المجاهدين في فلسطيننا وعراقنا ولبناننا على هذا الصمود الاسطوري
في وجه اعتى قوه شرق اوسطيه قوة تعتبر في مصاف الدول من حيث البطش والارهاب وكيف لا وهي
ربيبة الامبرياليه الامريكيه
والف الف تحيه لمن يدعم هذا الصمود باي شكل من الاشكال
الف الف تحيه لامهاتنا واطفالنا وشيوخنا
الف تحيه لكل من يدعم هذا الصمود ولو بالكلمه والحرف
ولن اوجه ندائي ولان اقول كلمه للزعماء العرب الا حسبنا الله بكم
مزيدا من الدعم الشعبي المؤدي للصبر الموصل للنصر
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }البقرة155
الشاعر والكاتب الفلسطيني / منذر بهاني

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|