الأدباء الشباب
[align=justify]
هناك حاجة حقيقية بل ملحة لأن نتواصل مع أدبائنا الشباب من باب المحافظة على دور الأدب أولاً، واستمراريته ثانياً، وجعل هؤلاء الشباب يأخذون حظهم من الانتشار والذيوع في زمن صارت فيه الكلمة يتيمة والإبداع مطارداً وكأنه جريمة.. مما يعني، إن بقينا على هذه الحال من الإهمال المتعمد، أننا نفتح الباب واسعاً ليتسرب هؤلاء واحداً تلو الآخر نحو متاهات لا صلة لها بالإبداع من قريب أو بعيد..
من تابع الشاعر الشاب المبدع تميم البرغوثي وهو ابن الشاعر مريد البرغوثي والناقدة الدكتورة رضوى عاشور، سيرى إلى الشعر وتألقه بل صعوده الجميل حين يعطى الفرصة.. لم نعرف هذا الشاعر من قبل.. وذكرت اسم والده ووالدته، لأقول رغم شهرة الوالدين فقد كانت الأبواب موصدة في وجه الشاعر الشاب.. كلّ ما كان بحاجة له هو الإعلام.. وندري أنّ الإعلام صار بوق العصر دون منازع، خاصة حين تركز الفضائيات على شيء ما.. وأكثر ما تركز عليه لا علاقة له بالثقافة.. ولأنها أعطت هذه المرة الشاعر تميم البرغوثي شيئاً من التركيز، فقد برز اسم هذا الشاعر الشاب ليكون معروفاً بين ليلة وضحاها.. ماذا يقول هذا وإلى أين يأخذنا؟؟..
لو أنّ الإعلام فرغ جزءاً بسيطاً جداً من وقته لهؤلاء الشباب من الأدباء لحماهم من الكثير ولأعطاهم الكثير أيضاً.. لا نطالب بأن يعطيهم الإعلام ما يعطيه للمطربين وسواهم.. لا نقول أن يركز هذا الإعلام على الأدباء الشباب كما يركز على الخلاعة والأغنيات الهابطة المعتمدة على العري لا الصوت !!.. فقط نقول لو أن هذا الإعلام أعطى الشيء البسيط لأدباء ومبدعين شباب من حقهم أن ينالوا قطرة من بحر إعلام صار يأكل الأخضر واليابس.. ماذا يحدث إذا أعطاهم هذا الإعلام ما يفيدهم ويقدمهم إلى الناس.. هل ستنقلب الدنيا.. لا أظن!! ..
أربعة شباب من فلسطينيي الشتات اشتركوا في إصدار ديوان «صبا» مؤخراً.. أو لنقل منذ أشهر.. وهم الشعراء : خالد محمود، فراس النجار، قاسم فرحات، محمد عبود.. تجربتهم الجماعية الفلسطينية تلك تستحق الوقوف وقراءة ما أرادوا أن يقولوه في هذا الديوان.. لم أكتب عنهم لأنني كتبت مقدمة الديوان.. لكن الانتظار طال وإعلامنا مصر على حكمة: لا أرى، لا أسمع لا أتكلم.. لماذا ؟؟.. لا أحد يعلم ..
هل التجربة عقيمة؟؟.. لا بأس لنقل ذلك.. هل هي جيدة متميزة؟؟.. أيضاً لنقل ذلك.. هل هناك إيجابيات وسلبيات كما في كل عمل؟؟.. لنقل ذلك كله دون حاجة إلى الإهمال الذي لا معنى له بأي حال من الأحوال، لأنه يقول لهؤلاء الشباب وغيرهم: لا مكان لكم بيننا.. والساحة الأدبية لا تتسع لغير الأسماء المكرسة منذ زمن!!.. لماذا؟؟.. وما معنى كل ذلك في وقت تؤكل فيه أصابع الثقافة وأكبادها وعيونها لتطفو على السطح حالة هلامية من تشتيت وتضييع كل ما هو ثقافي..!!..؟؟..
هؤلاء نموذج بطبيعة الحال.. نموذج يدل على أنّ الإعلام صار مريضاً بداء لا مبرر له هو داء الغياب عن كل فعل ثقافي والحضور الكثيف في كل ما ليس له علاقة بالثقافة.. سيقول كثيرون إنني أبالغ.. حسناً أعطوني نقيض هذا وقولوا لي أين هو الاهتمام بالثقافة حتى نقدم لكم الشكر تلو الشكر.. نعرف أن الاهتمام بالثقافة مشلول بشكل عام.. لكن افعلوها مرة أو مرات قليلة وتحركوا قليلاً من أجل جيل شاب يحتاج فعلاً لمن يعطيه شيئاً مهما قلّ من الاهتمام..
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|