ماذا أفعل ؟
ماذا أفعل وأنا أهم بالعودة من حيث أتيت جارا أذيال الخيبة بعد أن ملأ الأمل حنايا نفسي وقلبي لينتشيا حتى الثمالة ؟
أذكر يوم كان اللقاء الأخير .. كان الجو مكهربا دون أن يدري أي منا السبب .. افترقنا وفي قلبي غصة وبصيص أمل في لقاء قريب .. لكن وا حسرتاه .. طال الفراق وأبعدني الموج عنها منذ أرغمت على الإبحار على متن قارب مهترئ .. وحالت بيني وبينها الأمواج المتلاطمة والظلمة التي غشيت السماء والأرض ..
اليوم وأنا أضع رجلي على شط الأمان .. رأيتها تمر ساهمة وكأنها كانت ترقب مثلي يوما نلتقي فيه ونبوح ونشكو لبعضنا البعض ..
ناديتها فالتفتت مذعورة .. ابتسمت فردت بابتسامة باهتة .. حييتها وسألتها بلهفة المشتاق ، فردت باقتضاب .. حاولت أن أشرح لها كل شيء فكان فكرها سارحا في شيء لا أدري كنهه .. فعرفت أنه قد فات الأوان ..
كانت صدمة .. لكني تلقيتها بصبر وتحمل .. لملمت أشيائي التي رافقتني في رحلتي البئيسة ..ويممت وجهي من جديد شطر الموج مترنما في نحيب خافت :
"زيديني غرقا يا سيدتي
فإن البحر يناديني
زيديني موتا عل الموت
إذا يقتلني يحييني"
من شعر نزار قباني
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|