رد: هل سيبقى لبنان الذي نعرفه؟ / هدى الخطيب
إن الأحداث الجارية في لبنان معقدة ومتشابكة، وتتطلب تحليلا دقيقا لفهم أبعادها الكاملة ، كما ان عدم الوعي بالمخاطر التي تهدد البلاد تزيد من التفرقة والتشتت . وما هذه الاتفاقية الأخيرة إلا وبال حل واستفحل وزاد من طرح تساؤلات حول دوافعها وآثارها على المدى الطويل.
تثير الاتفاقية الأخيرة مع إسرائيل العديد من التساؤلات حول طبيعتها وأهدافها، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضت فيها.. إذ يرى الكثيرون أن الاتفاقية تحمل في طياتها بنودا غامضة وغير واضحة، وقد تم فرضها تحت ضغوط خارجية، مما يثير الشكوك حول حقيقة الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها.. وكما أن استمرار الوجود الإسرائيلي في جنوب لبنان لفترات طويلة يشير إلى أهداف استراتيجية أوسع، ربما تتعلق بتأمين الحدود أو الضغط على حزب الله أو تحقيق مكاسب سياسية كبيرة في المنطقة. .،كما أن وجود قوات دولية بقيادة أمريكية يشير إلى الرغبة الأمريكية في الحفاظ على نفوذها في المنطقة ومراقبة تنفيذ الاتفاقية وضمان عدم عودة التوتر.. كما تثير الاتفاقية مخاوف جدية من أن تكون جزءا من مخطط إسرائيلي أوسع لتقسيم لبنان إلى كانتونات طائفية، بهدف إضعافه وجعله غير قادر على مقاومة المشاريع الإسرائيلية… وما يثار من اتهامات بالفساد والعمالة لبعض القادة السياسيين الذين يرونهم متورطين في تمرير هذه الاتفاقية تثير تساؤلات أكبر حول مدى تأثير هذه الاتفاقية على السيادة اللبنانية وأمن المنطقة، وتدفع إلى ضرورة توحيد الصفوف لا تشتيتها..
|