تنويعات من مقام الورد للشاعرة هنادة الحصري - منتديات نور الأدب



 
التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 136,636
عدد  مرات الظهور : 99,646,904

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > أوراق الشاعر طلعت سقيرق > النقد
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 18 / 08 / 2009, 59 : 01 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

تنويعات من مقام الورد للشاعرة هنادة الحصري

[align=justify]
في ديوانها الصادر حديثا / 2006 / عن دار طلاس بعنوان " تنويعات من مقام الورد " تضيف الشاعرة هنادة الحصري جديدا لمعزوفتها الشعرية التي بدأتها بديوان " حروف وردية " ثم "بوح الياسمين الدمشقي " و" رنيم النرجس " لنجد في مطالعة العناوين الأربعة إيحاء مباشرا بوحدة مرجعية قوامها الورد ، إذ يطبع الورد ببصمته كل بعد وقصد .. ومن يبحث في علم الدلالة ، لا بد أن يرى شيئا من انفتاح الذات الشاعرة على هذه العناوين ، وهو ما يستتبع قراءة شعر مشغول بالياسمين والورد والنرجس في كل قصيدة .. يفترض أن ننتبه إذن إلى أن الشاعرة تبني عالمها في فضاء من الورد الدمشقي ، الذي يعمّ ليكون ورد ومورد الإنسان في كل مكان ..
تبدأ الشاعرة ديوانها " تنويعات من مقام الورد " بإهداء يقول :" إلى منجم الحب والعطاء والنبل، إلى زوجي ، أهدي طربون روحي الأخضر وبذار حرفي ".. وهو إهداء لا ينفصل عن الانفتاح على فضاء الورد والياسمين ، فالزوج الذي يقف إلى جانب شاعرة ثرة العطاء يستحق مثل هذا الإهداء الذي يحمل الكثير من الوفاء والعرفان والتقدير.. وهذا يعيدنا إلى عزف الشاعرة الدائم على وتر الياسمين والورد ..
يضم الديوان عشرين قصيدة من شعر التفعيلة تتوزع موضوعات عدة يتفرع عنها القومي والوطني والاجتماعي والعاطفي والإنساني .. وعناوين القصائد على التوالي هي :" هودج العام الجديد ".. " نداء الأرض " .." نشوة الزمرد ".. " محمد درة الحق ".. " قمر يغار من القمر ".. " شرفتان " .."أغنيتان لسماء بغداد ".. " ملكوت الصدى ".. " إنسان الوطن " .. قطار العمر".. " شجن " .." صقر قريش يحدث نفسه " .." سحابة ورد للأمير الراحل ".. تقاسيم على قيثارة الحياة ".. " لوحات صوفية ".. تنويعات من مقام الورد " .. جنوب النصر ".. أشرعة الغيم " .. " إشراقة " و" انتصار الإرادة " .. ومن يقرأ العناوين بتمعن سيقف عند بعد جمالي يجمع هذه العناوين لتشكل في النهاية باقة ورد ..
أقفز إلى الأمام لأقرأ في قصيدة " سحابة ورد للأمير الراحل " وهي قصيدة وفاء ونبل مهداة إلى الراحل يحيى الشهابي ، ومن منا لا يذكر الأمير الشهابي بصوته وحضوره الأخاذين ، وإنسانيته الرائعة .. هو الذي قدم الشعر بشكل زرع في كل واحد منا خصوصية في التعامل مع الشعر لا تنسى .. تقول الشاعرة هنادة الحصري :
مرّ بي راهب العطر ، وشوشني واختفى !!
حيرة كللتني وذرّتْ
على مفرق القلب دهشتها
فتساءلت : من أي صحراء
وافت بساتين عمري غيوم الجفا ؟.. !..
أفصحت نائحات الأثير ِ :
أمير حديث العشيّات ِ
قنديل مجلسنا
شحّ فيه مداد الفتيل ِ
فهبّ ، وشبّ ، ورفرف َ
ثم انطفا !!..
أيهذا الشهابيّ
كم كنت شيخ المحبين
والصادقين الصدوقين َ
والمخلصين .. وتاج الوفا
هذا التركيب اللغوي البصري والنفسي للصور في متواليات سريعة يشير إلى أسلوبية هنادة الحصري بامتياز ، هذه الأسلوبية التي لا تسقط شيئا على حساب شيء ، بل دأبها وقصدها إعطاء الشعر مدا جماليا لا ينتهي .. كما تشير هذه الأسلوبية إلى ميزة حياتية تختصر بكلمة الوفاء .. وقراءة القصيدة التي ذكرت تضع أمام ناظرنا يحيى الشهابي بصوته وعدد السنوات الطويلة التي داخلت ذاكرتنا مرتبطة بإلقائه يأتينا عبر الأثير من الإذاعة السورية ، فنتسمر مأخوذين بروعة الشعر من خلال صوت الشهابي ..
في قصيدة " هودج العام الجديد " لا تبرح الشاعرة هنادة الحصري عالمها الشعري المسكون دائما بالقدرة على التعامل مع الحرف بتلقائية وانسيابية وتدفق .. وهذا ما يجعل التفعيلة كوزن تداخل الصورة والقافية والموضوع والبناء بجمالية خاصة :
قنديل مشكاتي يضيء وزيت وهجي في وريدي
يا أيها العام المطرز بالنجوم
عباءتي منسوجة بخيوط ذاكرتي
وإبرة همسك الليليّ
يدهمني صهيل الريح
وقتَ يدقّ أبواب الوداع ِ
أحب هنا الإشارة إلى رهافة هذه القصيدة ، وأتوقف بكثير من التماهي مع قولها " أنشودتي قمر الحقيقة والضياء غدا بريدي "..إذ تعطي الشاعرة إحساسا رائعا بحلاوة الشعر وقدرته على الإدهاش .. وهذا ما يمكن أن يلحظ في بقية قصائد الديوان .. ففي " نداء الأرض " نقرأ " وسال جليل الله سواقي وعيونا " ولتقصف " طيارات الأمريكان " في توال مع انهمار الحقد التلمودي الضاري .. لكن كل هذه الممارسات تبقى أعجز من أن تلغي " وهج إرادة طفل ٍ يعبد أرضه " وهو النداء الذي يتلاقى مع " محمد درة الحق " حيث " يسائلني عنك أترب حاراتنا / فأجيب امتطى كوكبا سندسيا / وحلق يجني لنا الخلد من نبعه / كي يعيد إلى الرمل مجد الزبرجد " وهاهو الصوت يمتد في " أغنيات لسماء بغداد " حيث "بغداد هل نسجوا عذابك في عذابي / فغدوت حمراء الجوارح والثياب " و" يا أيها المطر المرجّى / كن على الباغين سجّيلا / ودكّ قلاعهم وحصونهم / رجما كراجمة الخراب ".. وفي هذا الإطار من التوجه القومي تضع قصيدة " إنسان الوطن " روعة التداخل شعرا وإحساسا وفعلا مع جرح فلسطين :
هي القدس قبة وحي ومسرى نبوهْ
وهذا دمي المجدليُّ
بخور ٌ لمريم َ
من غوطة الشام أسعى به
في خشوع الأذان ابتهالا
يؤاخي نداء النواقيس
يعبق في الكون وعيا
وطيبا وإشراق صحوهْ
فباسم البهيّ العظيم الأحدْ
يضيء الهلالُ جراح الصليب الأليف ِ
جبلّة خلق ٍ فسيح السماء ِ
من البدء حتى نشور الأبد ْ
قد يطول الحديث عن قصائد الديوان بألوانها المتعددة وأطيافها ذات الجمال الأخاذ .. لكن أحب هنا أن أقف عند قصيدتي " قطار العمر " و" شرفتان " حيث في " قطار العمر " صورة مركبة من متواليات الحس الدافئ والصوت الشجيّ :
غائما كان سقف السنه ْ !!
والدموع على الغائبين من الأهل
والراحلين اليتامى ، البعيدين عن بهجة القلب
شوّش ألوانهم لاعجُ الوجد ِ
وارتحلت في قطار الزغاريد ِ
تلويحتي الواهنه ْ ...
رائع هذا البناء في جماله وامتداده .. ولولا أنني أحاول الإحاطة بما ورد في الديوان ، لسردت القصيدة كلها لما تحمل من جمال .. أما قصيدة " شرفتان " فأنا مأخوذ بها منذ نشرت في الصحافة قبل نشرها في الديوان .. هذه القصيدة من عيون الشعر العربي ، وهي إضافة لقصائد هنادة الحصري في دواوينها الأربعة ، تعطي الشاعرة الحق أن تكون في المقدمة وأن تكون شاعرة دمشق بامتياز .. إذ تفتح هذه القصيدة كل بوابات الروح لتقول البوح الدافئ الجميل الوتيرة :
عيناي حائرتان يالي منهما
تتناءيان تنافرا
تتقاربان تخاصرا
تتناءيان وتقربان حفاوة
من جمر طيبك
أنت داليتي وأغنيتي وهمي ..!!
لأنامل المطر الحنون ِ
لدفء كفّك َ
تستثار ورود بستاني
ليحضنها الربيع متيما بشروق نجمي
أهفو لوجهك لو يظلّ معي :
صلاة من نسيم أبي
وهدهدة تذكرني بترنيمات أمي !!..
هل يستطيع الإنسان أن يتوقف وهو يرصد جوانب الجمال عند شاعرة دمشق هنادة الحصري؟؟.. إن الصوت يأخذ مداه ، والنغم يعلو هامسا بكل ألوانه ، تتابع في هذه القصيدة :
من قال : إن الورد لا يبكي ويبكينا معه ْ ؟؟..
من قال : إنّ الورد لا يشكو إذا لمستهُ كفّ ٌ موجعه ْ ؟؟..
من قال : إن الورد لا يرتاع
إن دهمته عاصفة ٌ
تقصّف ُ أضلعه ْ
من قال : إن الورد
لا يتلو تراتيل الهوى متبتلا
يرنو إلى الخلاق فيما أبدعه ْ ؟!..
|أي شعر هذا ؟؟.. أي جمال ؟؟.. سلمت أيتها الشاعرة المبدعة .. وكم أتمنى أن نتزود باستمرار من نبع مثل هذا الشعر في وقت جف فيه عطاء الشعر أو كاد .. فاكتبي واكتبي .. لأن الشعر بحاجة إلى الأصوات التي تحافظ على النقاء والجمال والروعة وكل هذا البهاء ..


[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29 / 05 / 2011, 33 : 06 PM   رقم المشاركة : [2]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: تنويعات من مقام الورد للشاعرة هنادة الحصري

من قال : إن الورد لا يبكي ويبكينا معه ْ ؟؟..
من قال : إنّ الورد لا يشكو إذا لمستهُ كفّ ٌ موجعه ْ ؟؟..
من قال : إن الورد لا يرتاع
إن دهمته عاصفة ٌ
تقصّف ُ أضلعه ْ
من قال : إن الورد
لا يتلو تراتيل الهوى متبتلا
يرنو إلى الخلاق فيما أبدعه ْ ؟!..


قصيدة جميلة بحق بموسيقاها و كلماتها .
شكرا أ.طلعت على تقريبنا أكثر من ديوان الشاعرة .
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حوار مع الشاعرة هنادة الحصري طلعت سقيرق حاورتهم 1 29 / 05 / 2011 27 : 06 PM
شرفة الورد للشاعرة هنادة الحصري هنادة الحصري جمهورية الأدباء العرب 2 29 / 05 / 2011 24 : 06 PM
الخضري : ما دخل من مساعدات لغزة لا يكفي لعدة ساعات ناهد شما جرائم إسرائيل منذ ما بعد النكبة و حتى اليوم 0 28 / 12 / 2008 29 : 05 AM
تنويعات من مقام الورد للشاعرة هنادة الحصري طلعت سقيرق دراسات أدبية 0 14 / 12 / 2007 40 : 04 PM


الساعة الآن 28 : 04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|