مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
دوائر العشق الفلسطيني - الكتاب الفلسطيني - طلعت سقيرق
[align=justify]لا يكتمل الحبّ أيّ حب ، دون عطاء لا يحدّ.. ولا يكتمل معنى العشق في صورته السامية العالية رفيعة المستوى والقيمة ، إن لم يكن عشق روح وبذل واستعداد للتضحية في سبيل المحبوب بكل شيء .. ولأنّ حبّ الأوطان وعشقها أعلى مراتب الحبّ والعشق، ولأنّ الإنسان الفلسطيني ذاق ما ذاق من مرارة الفراق ولوعة البعد وحرقة التشرد ، فقد كان حبه لفلسطين حبا استثنائيا لا يقاس بأيّ حب ، ولا يمكن تشبيهه بأي عشق .. فهو الغرام الذي لفّ الوجود كله ، وكتب قصيدته في كلّ دفاتر ويوميات الفلسطينيّ على مدار سنوات طويلة ، وأيام امتدت حتى صارت لغة الشريان وهو يناجي البيت والشارع والبيارة والجبل وكل شجرة من أشجار الوطن ..
في الوطن أنت عاشق استثنائي لكل ما يضمه الوطن من موجودات وطبيعة تحيط بك ، وفي الغربة والتشرد والبعد تشتعل عشقا لكل ما هو بعيد مفقود مكتوب بحبر الحنين والشوق .. سنوات وحبّ الفلسطيني يكبر في دوائر لا تحد، ويتسع في خطوط يصير العمر جزءا منها .. فالبيت الذي كان حاضرا قريبا مسكونا محسوسا ملموسا ، صار بين ليلة وضحاها ، حبيبا مفقودا بعيدا محجوبا مقيدا بسلاسل الاحتلال البغيض .. لذلك يأخذ القلب في عزف حكاياته وأناشيده ونداءاته شوقا لا يهدأ لبيت يتأنسن ويتنفس وينبض ويتحرك داخل الخلايا .. والشارع والساحة والمدينة والقرية وكل ما كان ملء العين الفلسطينية على مدار سنوات التاريخ ، يصير فجأة شيئا مشتهى لا تقع العين عليه، ولا تلمسه اليد .. فيكبر نداء العشق ويمتد ليكون القلب والروح والنبض والشريان .. فالعشق هنا هيام يجعل الإنسان مأخوذا مشدودا لكلّ ما يتعلق بفلسطين وكل ما يذكر بهذا الحبيب يغطي الوجود ليصير الوطن حبيبا ملء الحياة طولا وعرضا ..
العشق الفلسطينيّ عشق يساوي كل عشق للأوطان في حالة الحضور والالتصاق أو العيش في الوطن .. كل إنسان يعشق وطنه عشقا كبيرا لا يماثله عشق .. وتأتي حالة الفقد والبعد والتشرد واللجوء لتجعل هذا العشق مضاعفا مرات ومرات .. فالفلسطينيّ يحبّ حبّ من يحنّ لحبيب مقيد بالبعاد والفراق والحرمان والاشتياق.. والفلسطينيّ يعشق عشق من كحل عينيه بالقرب والعناق والسكن ، ثمّ جاءه سيف الفراق المر احتلالا قطع كلّ معنى من معاني اللقاء فصار على العاشق أن ينام ويقوم على سيرة الحبيب البعيد الذي يكتبه قصيدة لا حدّ لحنينها ولوعتها ، مما جعل القلب نبضا فلسطينيا وخارطة عشق فلسطينيّ ودما لا يعرف في مسار شرايينه غير فلسطين ..
دوائر الحبّ الفلسطينيّ مكتوبة بالبعاد حنينا وشوقا ، وممهورة بالتطلع والانتظار والتوقع والاشتياق خفقا لا يعرف الهدوء .. ودوائر العشق الفلسطيني تتسع في كل يوم كونها دوائر أمل بأنّ البلاد عائدة ذات يوم قريب لأهلها وناسها وعشاقها .. هذا ما يؤمن به كلّ فلسطينيّ وهو إيمان لا يقلّ بل يزيد ويكبر مع كل يوم .. فالعاشق الفلسطيني يعرف أن فلسطين لا تكون إلا به ولا يكون إلا بها ، فهو من يكمل وجودها، وهي من تكمل وجوده..
ليس هناك حب يماثل الحب الفلسطينيّ ، وليس هناك عشق يماثل العشق الفلسطيني..ولأن الحب والعشق كبيران ممتدان خصبان ، فقد كتب الفلسطينيّ قسمه الذي لا يتغير ولا يتبدل كونه نبع القلب ومصبه ،وهذا القسم يقول إنّ فلسطين هي الحبّ والوطن العائد والأنفاس التي لا نرضى عنها بديلا..
مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني
رد: دوائر العشق الفلسطيني - الكتاب الفلسطيني - طلعت سقيرق
عُد ياأيها العاشق الولهان , يامن ينبض قلبه بعشق وحب فلسطين ,
فمن يحمل هذا العشق والوله لفلسطين , لا بد وأنه سيعود إليها
لأرضها وترابها وسماءها .
شافاك الله وعافاك .