حكاية بنت اسمها مرمر
ومرمر نسمة صبح وردية..طارت..غنت ..عزفت ألحان الحرية..كتبت أشعاراً سحرية .
نشأتْ والقلب هو الحكم ..يصفح..يغفر..يعشق كل البشرية.
كانت ثغراً، كانت بسمة ،كانت عصفورة حب في الجنة.
عشقت طفلاً..عشقت رجلاً..لا بل عشقت نسراً..طارت معه فوق..فوق الغيمة.
حلمت يوماً بالأسرة ،بالنسر يرفرف والصبية.
لكن الأحلام توارت فالنسر كان برياً عشق أهداب الحرية.
ترك الغيمة..رحل وحيداً..غاب بعيداً في العتمة..
طار النسر..خاب الأمل ..والحلم توارى والغيمة.
طار النسر..ترك الخيمة والصبية..صغارٌ تاهت في الصحراء.
ومرمر ما عادت طفلة..كبرت ،كبرت صارت أماً..حملتْ هماً..
طارت !
لا ما عادت تملك حرية.
كزغب القطا كان الصبية..من أين ستأتي الحرية؟
مرمر ما عادت حرة، وهموم القلب بدت مُرَّة.
دموع العين قد جفَّت،وجراح العمر لم تترك للفرح في القلب بقية.
في القلب..في القلب كانوا هم جمعاً: أم وأب ..أخوات إخوة والصبية..
مرمر ما عادت حرة..
نظرت في حيرة..في لهفة..في الدنيا تبحث عن ثغرة.
في الصحرا تبحث عن ظِلة..
تبحث في العتمة عن غيمة..عن خيمة..عن لحظة.
تبحث في العتمة عن بسمة..عن حضن دافي يجعلها تنسى الهمَّ ..تنسى الحزن
تنسى الصبية..تنسى مرمر ،وتنسى حتى الحرية.
وكنتِ يا أمي مَلَكاً..يرقب..يسترق السمع..يعرف كل حكايتنا..حكاية مرمر والصبية.
ملكاً يمسح دمعاً..يحضن هماً..يغسل أحزان البشرية.
يا أمي قد كنت وطني..
يا أمي قد كنت ركني..
يا أمي قد كنت أمة.
في قلبك كانت أحزاني..
في حضنك عرفتْ أيامي طعمَ الحب..
يا أمي كم كنتِ هنية.
حبك يا أمي أنساني مُرَّ العلقم في أيامي.
عطفك غاليتي أشعرني أني ما زلت وسأبقى وأني لست منسية.
كانون الأول ميلادي، والله ما عاد شقياً ،هو نيسان في ذاكرتي بحنانك أضحى ربيعياً.
ما عيدك هو من ذكَّّرني..ما عيدك هو من ناداني..
حبك يا أمي علمني كيف أحب..وكيف أنسى أحزاني..ذكَّرني طعم الحرية.
ومرمر ما عادت طفلة..
ماعادت تبحث عن ثغرة..
طارت والحب بعينيها..
فوق الغيمة..فوق النجمة..والدنيا ما عادت مُرَّة
تحيا حباً..تترك جرحاً..تنسى ماضي،تنسى ألماً يعصر مهجة.
والدنيا ما عادت عتمة..والدنيا ما عادت عتمة.
عيد الأم 21 -آذار 2006 م المزرعة
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|