معيار الأدب الوطني
[align=justify]
يشير د.أسامة الأشقر في زاويته " إحياء الأدب المقاوم " المنشورة مؤخرا ، وتأسيسا على انتصار وصمود غزة هاشم ،على أنه من الواجب أن نعطي الأدب المقاوم دوره الرائد من جديد بعد التراخي الذي أصابه أو أصاب كتابته وزرعه وتوطيد ركائزه في فترة تعتبر خارجة عن المسيرة الحقيقية لهذا الأدب .. وأعتقد أن الدعوة أكثر من ملحة كون التركيز على هذا الأدب معيار الأدب الوطني بامتياز ..فأن نلتفت إلى أي صورة مغايرة أو بديلة لما يتطلبه الأدب المقاوم من ركائز توطدت وقام عليها مجموع أدبنا الفلسطيني منذ النكبة وقبلها، يعني إدارة الظهر لفعل موجود على الأرض يجب أن يستمر ويبقى حتى خلاص فلسطين من الاحتلال .. فالأدب المقاوم مرتبط دون ريب بشعب مقاوم والتلازم بين هذا وذاك مسألة نهائية لا جدال حولها ..
لم يكن نشوء الأدب المقاوم ، مع ثورة 1936في فلسطين ، واستمرارا بعد نكبة العام 1948 ، وما تلا من سنوات طويلة ،نشوءا مرتبطا برغبة في التعبير عن حالة يعيشها الشعب الفلسطيني فحسب ، بل كان في الأساس ضرورة تماثل تنفس الإنسان وعيشه الطبيعي .. فمن غير المنطقي ، أو المستوعب والمقبول ، أن يكون الشعب في جهة وأدبه المعبر عنه في جهة ثانية ..إن ولادة الأدب المقاوم واستمراريته ومن ثم رسوخه ووصوله ليكون حالة معبرة بصدق عن مسيرة شعب ،إنما كانت مثل بصمة أو تنفس وحياة هذا الشعب بكل المقاييس .. وسنة بعد سنة ، كنا نشهد تراكم الصورة في ترافق مضطرد مع تراكم الفعل الثوري .. وكان من الطبيعي أن يعمل الأدب المقاوم على التماهي مع الخط الثوري في صعوده ، وشحذ الهمم والمطالبة بالتصعيد والتثوير وتأجيج الفعل عند الشعور بأي تراخ مهما كان شكله، وإن كان هذا التأجيج مناقضا لما هو سياسي بأي شكل جاء ..
السياسة لا يفترض أن تقزم الأدب وتجعله تابعا لها ، لأن الأدب ضمير شعب وأحاسيس ومشاعر ناس، وإذا خرجت السياسة في مرحلة ما عن خط المقاومة تحت أي مسمى ، فالأدب يبقى فوق هذا الخروج وبعيدا عنه ومن واجبه أن يصر على أنّ المقاومة هي السبيل الوحيد للوصول إلى أماني الشعب وتصوراته وكل ما يتطلع إليه ..ولأن المقاومة لا يجب أن تتوقف أو تتراخى إلا بزوال الاحتلال تماما ، فإن دور الأدب المقاوم مرتبط بالحض والتحريض والنهوض الدائم دون القبول بأي تراجع في الخط الذي التزم به ..فالوطن وعودته إلى أهله ، يتطلب من الأديب أن يكون يقظا في التطلع إلى دوره الوطني المناط به ، وهو دور مستمر متصاعد ما دامت الأرض بحاجة إلى مقاومة ومجابهة وتحد وتصد، ومن الطبيعي أن يبقى هذا الدور حتى تحقيق حلم الشعب بالخلاص من الاحتلال ..
الصعود الذي أوجدته غزة في دور هذا الأدب ينبه ويكثف ويشير ويتطلب منا الانتباه إلى دورنا في ضرورة الالتفات إلى أهمية هذا الأدب والتأكيد عليه والمضي في تثبيت دوره وركائزه .. طبيعي أن يتطلب ذلك اهتماما من الأدباء قبل أي شيء آخر ..هذا لا يعني أنّ أدباءنا قد ابتعدوا أو فرطوا بدورهم،لكن لا ننكر ، وكلنا سواء ، أنّ شيئا من التراخي قد أصاب نهوض هذا الأدب واستمراريته ووضعه في المقدمة من الاهتمامات ..كلنا ملتزمون بالكتابة عن فلسطين ، ومصرون على المقاومة كفعل ليس هناك غيره من أجل الوصول إلى خلاص فلسطيننا من الاحتلال .. ولا بأس أن نشير إلى ضرورة تصعيد وتيرة هذا الأدب بعد مفترق مقاومة غزة وانتصارها، وهو مفترق في غاية الأهمية بكل المقاييس ..
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|