مدارس الإرساليات الروسية(من مواد الموسوعة الفلسطينية-القسم الأول- المجلد الأول)
مدارس الإرساليات الروسية (من مواد الموسوعة الفلسطينية – القسم الأول- المجلد الأول ):
وجدت المدارس الأجنبية في فلسطين منذ منتصف القرن التاسع عشر تقريبا . وكان منها الأميركية والألمانية والإنكليزية والفرنسية والإيطالية والروسية . ويعود تأسيس هذه المدارس إلى اهتمام تلك الدول بالأراضي المقدسة . وكانت الدولة العثمانية قد منحت كل طائفة من الطوائف الدينية , من غير المسلمين , امتيازات في كل ما يتصل بالشؤون الدينية والتعليمية , كما منحت هذه الدول حق تأسيس المدارس وإدارتها . وكانت هذه المدارس تبشيرية يشرف عيها ما يسمونه " الإرساليات الدينية" التي كانت تحميها الدولة التابعة لها .
كان للروس في فلسطين قبل الحرب العالمية الأولى عدة مدارس ابتدائية , وعدة معاهد ثانوية , ودار للمعلمين , وأخرى للمعلمات . ومن الدوافع الرئيسة التي دعت إلى وجود هذه المدارس وانتشارها أن روسيا أخذت ترى نفسها حامية لطائفة الأرثوذكس .
وامتازت المدارس الروسية (المسكوبية ) في فلسطين بتعليمها المثالي , وباهتمامها باللغة العربية . لهذا أسس الروس دارا للمعلمين وأخرى للمعلمات من أجل إعداد المعلمين باللغة العربية . وكان بعض مدرسي المدارس الروسية من العرب الذين أنهوا دراستهم العليا في روسيا ذاتها. وجرت العادة أن يوفد الطلاب المتفوقون الذين يتخرجون من هذه المدارس إلى روسيا لاستكمال دراستهم العالية فيها .
وقد كان مقر دار المعلمين الروسية في الناصرة , وضمّت في إحدى السنوات 210 طلاب , معظمهم في القسم الداخلي . أما دار المعلمات الروسية فكان مقرها في مدينة بيت جالا .
ومن الطلاب الذين تخرجوا من المعاهد الروسية في فلسطين , وعلّموا فيها فيما بعد, وكان لهم التأثير في الحركة الفكرية والأدبية فيها : إسكندر الخوري, وخليل بيدس, وسليمان قباعين , وفضيل النمر , وناصر عيسى , ونعمة الصباغ .
وقد أتاحت المدارس الروسية في فلسطين الفرصة أيضا أمام الطلاب العرب من خارج فلسطين للدراسة فيها, إذ تخرج منها نسيب عريضة , وميخائيل اسكندر , وميخائيل نعيمة .
أوصدت المدارس الروسية أبوابها بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|