[ناز أحمد عزت العبدالله]

أعزائي الكرام .. الإخوة الطيبين والأخوات الكريمات *
بارك االله أوقاتكم وأملاها برضاه ومغفرته *
أرجو أن تسمحوا لي بنقل هذه الوصلة .. في هذا الركن من نور الأدب الغالي على قلبي * والله من وراء القصد ثم محبة للنور وحق لكاتبها عليَّ *والشكر الموصول لكل أهل النور *

نور ونار




..........طلعة فاتنه, انبث نورها من حواشيه.

تهالك فيه الحسن حتى أشرق واستضاء, فاذا هو من كل جهة نور يتلاْلاْ.
تكسر على جوانبه شعاع يقطع الطرف, ببريق استطار كشعل من اللهب,لاترى فيها احمرارا, بل هو وهج تنفس فيه قلب صانعه بوميض ابيض, كلمعة من نهار.

هو....نصل قائم من الفولاذ,.
......الاصل فيه طارق من السماء, رمي بمثل شقائق البرق, حتى تضرم واستعر,فهو من أشد النار حريقا.

تباعد النجم من توقده,حتى كاد القمر أن يغلي من لهيبه, فانحسر خائفا على بريقه, فلو أن الجحيم أرسل من زفيره حمما واصطدمت بالارض لما كان لها وقع كوقعه.
تلاشى الضباب وتصاعد بخار الحديد , وتبارد حتى أصبح الحريق بآخر أنفاسه.

هدئت ثورة اللهب, حتى بدا وكأنه قلب جريح ينزف, عادة ما تكون تلك الساعه أول ما يتنفس فيه الصبح تحت جنح السماء.
طافت روح الصانع على الضرام , لتشعر بجوهره الالهي , فهو على يقين أنه من مخاض هذا الجوهر, سيتخلق نصل يصب فيه ميراثا من الدم السامي.

اوقدت النار من جانب واحد على خشب أخضر, كان قد سجي تحت التراب زمنا, حتى صار فحما, فاختلط فيه زفير النار , ثم طرق المتن حتى هدر على فورته, ثم زيد عليه الطرق اياما حتى احمر كأنه خد تورد, فهذا التضرج ليس احمرارا بل لهيب سل من شفق الصبح الاحمر.
راوحه بيده , واستعرضه بين العين والضوء قلب الطرف فيه حتى شعر بأن عينيه ازداد في شعاعهما.
طاف به على لهب النار, ثم دسه في رمل كالذهب صبغته الشمس, ثم عاد وأحمى عليه من جديد, حتى التهب المتن بالظماْ القاتل, فغمس النصل بخيال الماء , ليتحول الى سراب لامع يملأ العين بجمال تجد معانيه في قلب الناظر اليه.
فلئن أخذت منه الشمس اشراقها, فقد سلب منها التوقد والجمر.

سمي بأسماء عده, ووصف بأوصاف شتى, وما وقفت العربية له الا على اسم واحد......هو السيف.

لايرتبط بروح ميته دست عناصر الذل فيها.
فان نالك الخوف منه...فليس منه...ولكنه منك.
فما وجد الخير والشر الا وكان ثالثهما.
هو من عتاد الفارس كاسماء فوق الارض.
ما ان يسل حتى ينزل القدر فهو صديقه.
له بريق يجلو الظلام بضيائه, تناهت أطراف متنه بحدين, حد تفور عليه معاني الغضب, وآخر ينازع الموت حتى ينتزعه.

فاذا ما عاد الى غمده شعرت أن بقية من روحه لازالت في اصابعك.

بالجمله.....قد رأيت الآن كيف أن السماء ملئت حسنا, وباتت تكلم الارض ببيان تظاهر فيه سحران من النار والنور.....فان كان في روحك عرق منها......فأنا على ثقة أنك الآن .....وجدت في هذا السيف....نصفك الثاني.
بقلم - رجب الجركس

[محمد الصالح الجزائري]

... وليكن قلمك سيفك يفرق بين الحق والباطل ..بين الجميل والقبيح..وأنت بيننا في النور...شكرا لك على نقل هذا النص إلينا حتى نستمتع به..