قبل أمك
واهدها رقرقات الفؤاد
تزدهر حدائق عمرك
قبل أمك
وارسم على محياها
فرحة رقة أنسك
تسقى خمر دوالي الحنان
قبل أمك
تُحفظ بدعوات فجرية الميلاد
موصولة إلى ظلام الليل البهيم
قبل أمك
يصفو وجهك بنظارة
رضوان المعبود
قبل أمك
تسمع أعماقك موالا حانيا
تعزفه أنامل الضياء
يزغرد له القلب منتشيا
قبل أمك
واسكن فرحتها
جوار منازل الأنجم
قبل أمك
بث في صدرها زغردات
من أطيب عطر الهناء
قبل أمك
وطف بها في نعومة
براءة الأطفال
قبل أمك
داعب خصلات شعرها
وليدا يرضع ثدي الحنان الفياض
قبل أمك
لاعبها، أسمعها كلاما
موشى من حبك المنهمر
قبل أمك
ولا تأسر ذراعاك
افتحهما عن مجال العناق
عانق أمك
ففي لمسة الحنان
يولد الإشراق على محياك
عانق أمك
واطربها عبارات الورد
بلحن نصاعة الفجر
قبّل، عانق أمك
قبل أن ينضب نبع الحنان
و يعقد على قلبك زِوار الحرمان
قبل أمك
قبل أن تبكي فقدها المر
بمدامع مستعرة من وهج الشوق
قبل أمك
فمع لهيب النوى تشتهي
عناقها في حلم المزار
ولن تجد إلا ترقرق السراب