بسم الله الرحمن الرحيم ..
شقيقتي إبنة أمي وأبي إبنة المحبّة والقدر ..الغالية ميساء ..
أخواتي وأخوتي جميعا في نور الأدب ..
سلام الله عليكم أجمعين ..
الأديب والفنان والشاعر والمفكر والموسيقي ..
كائن حساس بالفطرة ويتأثّر قبل غيره بمسافات شاسعة وأزمنة واسعة بالبيئة المحيطة به .
ولهذا يقولون الشاعر ابن بيئته ..
وما يحصل من حولنا في أمتينا العربية والإسلامية شيء يبعث على الاكتئاب والحزن والتألّم ..
وما نراه ونسمعه من قتل وسفك وذبح ينعكس على دواخلنا لا شعوريا فيولّد الكآبة والحزن ولا نجد أنفسنا إلا وكل شيء من حولنا كئيب وحزين
حتى أنه يؤثر على سلوكنا اليومي وتعاملنا مع أسرنا وجيراننا وعملنا ..
فلا غرابة من أن يكون الجميع هنا بهذه الحال وجميعكم تنتمون لما ذكرت ولكل مجاله في عالم الابداع ..
وأعتقد هذا تبرير ما يحدث في نفوسنا وينعكس على أمزجتنا من حيث لاندري ..
نأمل أن نستطيع البقاء والصمود أمام خسائرنا وهزائمنا الداخلية وشعورنا بالعجز عن فعل شيء غلى أرض الواقع ..ونرجو أن ينتهي ما نحن فيه ويستقر الوضع
وتلتئم الجراح بإذن الله ..
وأتوجه بتحية كبيرة لأخي وأستاذي حسن الحاجبي ..
وأقول : إن أركان النور حزنت وأسفت وبكت رحيل الغالي الكبير طلعت ولكنها لم ولن تتزعزع أبدا
البركة بك وبنا وبالجميع وبسيدة النور القديرة وذات الفهم الكبير والثقافة الواسعة والنظرة الثاقبة
هدى نور الدين الخطيب ..
وإدارتها الحكيمة وسعة اطلاعها ومقدرتها العجائبية حقا على استيعاب وحل الإشكاليات والترفع عن الأنوية والشخصانية في التعامل مع الجميع ..
وسأستشهد بقصيدة لي أهديتها لها ولأسرة الرائع الحبيب طلعت ولروحه وفكره وأسمه الباقي في قلوبنا وعقولنا وأفئدتنا .
وشكرا لإتساع صدوركم أخواتي وأخوتي الكرام
النور باقٍ
أنالن أقول: كفاكِ نزفا ياهدى
وكفى تذوبي أدمعا قد أُهرقتْ
تروي جذور خلوده ..
عبر المدى
فلعلّ دمعك يطفئ اللّهب الذي يُذكي اتقاد الحزن والوجع الدفينْ
مع كلّ أنّات التألّم ينبري
ذاك السؤالُ
فلِما إذاً شدّ الرحال
ولماذا لسنا قبله ؟؟
والجدّة الكبرى، تُسنّ وتُعلنُ
للنور في وضح اليقين شرائعاً
إلاّك (طلعتُ)
أجزمت
ورسالة النور المضيء تواردت
من دون حرفٍ أو سطورْ
من دون
أيّ عبارةٍ
فيضٌ هَمَا وخلودها
عبر الصدور إلى الصدورْ
يأتي الجواب محمّلا بعويل أنّاتٍ تَوالَتْ
ربما هو ذاته
يُتلى على أسماع حزني
أو صدى
قد جابَ أطباق السماءِ وعاد يخبرني اليقينْ
النور باقٍ يا هدى !!
ورسائل الأدباء دوما راية
نُصْبَ الجبينْ
(ديما ومحمودٌ) ونحن مع الرعيلْ
لم تنطفئ للنور شُعْلاتٌ ولم يُغمدْ شعاعٌ أو يلينْ
ما دام في نبضي قلوبٌ أيقنتْ
بالنور جيلا بعد جيلْ
و(سهيرُهُ )الحسناء أختُ شدائدٍ
ورثتْ سيوف المجد والناي الحزينْ
بعزيمةٍ كبرى تُعاهدُ أنها
حَملتْ على أكتافها
ذاتَ الرسالة والمسيرْ
حيفا ويافا والجليلْ
والكرمل المحزون يطفئه الندى
ذاتَ احتراقٍ غاشمٍ.
ودموعها ..
من يمسح العبرات لحظةَ خلوةٍ
وصقيعُ بعدكَ قاتلٌ
تجأُ الفؤادَ سهامه من كلّ أنحاء المدى
من يمسح الرأس اليتيم بكفّ (طلعتَ)
أو بكفّ النور
أو يروي من الترياق خمراً سائغاً
في كل حينْ
فرسالة النور المضيء تواردت
من دون حرفٍ أو سطورْ
من دون
أيّ عبارةٍ
فيضٌ هَمَا، وخلودها
عبر الصدور إلى الصدورْ
لبنان\8\12\2011