الأخ الغالي الشاعر الأستاذ محمد الصالح ألف تحية لك وللشاعرات والشعراء الكرام..
في محطة هادئة نسبياً بين الأهوال نلتقط الأنفاس ونقف مع الشاعر محمد العدناني ثم نتابع حمأة هول المأساة!..
الجزء الثاني من المجموعة العاشرة
كانت فاجعة القرن العشرين ونكبة فلسطين ومآسيها تنهال على الشعب الفلسطيني ووطنه من كل حدب وصوب.. روائح الدماء ومشاهد الأشلاء والتهجير القسري تثكل لبّ الجميع وتكسر قلوبهم .. إنه الجحيم الذي يفوق كل تصور وسحق الإنسانية في تشريد شعب كامل يستبدلونه بمجموعات غير متجانسة من حثالات البشر جمعوهم من شتى أصقاع الأرض!! .. .
وكان قد تبين للناس أنه لولا الخداع والتواطؤ الرسمي العربي ،كان لهذا الشعب المجاهد أن أن يفشل المؤامرة!..
الشاعر الفلسطيني أسوة بشعبه كان يعيش فصول المأساة ويكتوي بنارها، يناضل ويشرَّد ويقتل .. ولم ينس رغم كل هذا الجحيم بطولات شعبه وإصابات إخوانه، والشهداء اللذين رووا بدمائهم الطاهرة ثرى الوطن ولم يغفل عن رثاء أبطاله..
أُصيب الشاعر المجاهد " صالح الريماوي " برصاص عصابة من العصابات الصهيونية في مستعمرة " نيفي يعقوب " بين القدس ورام الله ، بينما كان يحمل العتاد للمجاهدين في التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني / نوفمبر عام 1947 ، فخاطبه صديقه الشاعر "محمد العدناني " بقصيدة مطلعها:
تمشي إلى الحتف المروّع
مشية اللّيث الهصور
فتدكّ أبراجاً مشت
تيهاً على هام العصور
وإلى روح شهيد القسطل المقاوم الكبير "عبد القادر الحسيني" الذي استشهد في التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني / نوفمبر عام 1947، يرثيه الشاعر "محمد العدناني" بقصيدة (( البطل الشهيد)) مطلعها:
زغردي اليوم َ يا جِنانِ الخُلد
واهتفي بالنّشيد تلو النشيد
ثم يقول فيها:
إنّ موتَ المِغوار أثكلَ روحي
مستخفِاً بصبريَ المعهود
لستُ أدري بفقدهِ أعزّي
حظوظنا ، وهي رسف القيود
أم أعزّي الزوج التي لا تُجارى
في وفاءٍ بين الأنام فريد
أو أعزّي نفسي ، وقد طاشَ لبِّي
مثل ( سامي) أخي ومثل ( فريد) – (1)
**
1- سامي وفريد شهداء إخوان الشاعر العدناني
يليه الجزء الثالث من المجموعة العاشرة :
حلّت الهزيمة وتشرّد الشعب الفلسطيني
تحياتي وعميق تقديري وشكري