أنا من غربتي أمد لكم يدي البيضاء وبعض آيات الذكر الحكيم،تحميكم من هجمات الزمان وتخفف عنكم الأنين.
دعوني أسكت جراحكم و أمسح تلك الدموع ، دماؤكم ليست فائض عن الحاجة ، وأنتم ما زلتم الجسر من الأحفاد إلى الجدود .
دعوني أهمس بأذنكم كلمات أمنا الحنون ...أطردوا الغريب من رؤوسكم والتفوا من جديد ، دفئوا قلوبك بالحب بدل نيران الوعيد .
صرخاتكم بالأمس أدمتنا ... أفجعتنا ... نشرت خيوط الخوف حول الجفون ،
أنفاسكم لم تعد تصلنا وأسراب الحمام لا تحمل إلا النذير ،طبول الحرب دقت وعلا هديرها على أنين المساجد وخطب المصلين ودعوات المسنين .
الأقصى يفتقدكم ... يفتقد غيابكم في ظلمات سرمدية ليس لها سماء تشرق ولا يلوح ذيلها بفجر جديد.
تساقطتم كأوراق الخريف في أول الربيع ... وكسوتم أشجاركم ملامح اليتم ... وشحتم سماءكم بالسواد ... وقطعتم أنفاسكم من الوريد إلى الوريد ... وئدتم الحلم في مهده ومزقتم أوتار الأمل وهدرتم دماؤكم على صفحات الوطن الحزين .
عودوا إلى فلسطين ... عودوا إلى أمكم ... إلى حلمكم ،تراصوا من جديد .
أفتحوا عيونكم للأمل والعقوا جراحكم وأضيئوا لليلكم القناديل .
أعيدوا ترتيب الأشياء من حولكم ... فلسطين أولاً وأشجار الزيتون وبيارات البرتقال ومراكب الصيد الوفير ، وصلوات الآباء ودعوات الأخوات بأعلى الجبين.
عودوا إلى رشدكم فكتاب الله بين أيديكم ورحمته ما لها حدود، وعدوكم طريقه واضح لا تتيهوا في السراديب .
اقلعوا أشواككم واغسلوا سوادكم ولنردد سوياً أنا فدائي وعاشت فلسطين.
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: والله محتاجك يا خي ّ
[frame="1 10"]
"أطردوا الغريب من رؤوسكم والتفوا من جديد ، دفئوا قلوبك بالحب بدل نيران الوعيد"
للأسف يا صديقتي غربتنا باتت داخل أنفسنا و هي أمر و أخطر أنواع الغربة
شكراً لك أستاذة ميساء رائعة جداً و معبرة
دمت و سلمت يا غالية
[/frame]
[align=right]
أجل سيدتي الفاضلة، الغربة تستوطن العقل و الوجدان، سؤال الطرد واضح، دعينا نتساءل عن قدرتنا على طرده؟ أ يسهل أن نتخلص من الغريب الآخر(المحتل) و نحن عن ذواتنا غرباء؟ أي العمليتين تسبق الأخرى؟
لك أنبل التحايا.
[/align]
غاليتي نصيرة
كتب لهذا النص أن يبقى لليوم وهو لا يزال على حاله
ولا أزال أردد " والله محتاجك يا خي" لكن بشكل أكبر
شكرا لك غاليتي نصيرة والله يكون معنا .. دمت