رد: حديث النفس ( الدعوة عامة )
ملايين المحطات ... وألاف القطارات ...
محطة الميلاد ... لم نملك اختيار المكان ولم نستطيع تحديد الزمان ...
ولعل محطات وقطارات سنوات العمر الباكر كانت مسيرة بما يسر الله من حكمة او جهل اصحاب القرار ...
وننتقل في محطات العمر ... ونركب قطارات الحياة ... وكل منا حسب منظاره الضيق ...
هناك من يستقل قطار من الدرجة الاولى ... وهناك من تشاء محطته الاولى ان يتنقل ما بين الدرجات وبشكل تصاعدي او تنازلي ...
ما بين قطارات اللهو او النوم او العمل او العبادة ... قد نجد ونيس او صديق او شريك ...
كم من محطة فاتت ... ونحن ننتظر ما لم يمكن ادراكه ... احيانا نمسح دمعة القلب ببسمة كاللوز المر ...
نبحث عن ذلك الامل الغائب في اعماقنا ... واحيانا نتصالح او نتخاصم مع ارواحنا ... لنجد سكينة القلب في منارة الروح ...
ما أصعب الوجود في قطار ... والروح والقلب بقطار اخر ... وكلا القطارين في محطتين بينهما البعدين الزماني والمكاني ...
كلما طال العمر ... زادت الحمولة ... وتقلصت الطاقات ... ووهن الجسد ... وازداد الشيب ...
ما بين بسمة الامل بلقاء ... بوجوه ناضرة الى ربها ناظرة ... وبين خوف بوداع بلا لقاء ... تتجلى حكمة راس الحكمة مخافة الله ...
ما اروع ان نركب قطار محبة الله ... بمعاني فاقت الخوف والرجاء ... لنصل الى محطة الامان ... بنفوس مطمئنة ...
ما بين الصراع في محطة النفس الامارة بالسوء ... نستقل بثبات قطار النفس اللوامة ... لعل هناك سبيل لمحطة النفس الراضية المرضية ...
كم اتمنى بهذه اللحظة لو للدموع مداد لتكتب ما يجترح بالقلب من قهر ... ولكن ... برضا الحي المميت القهار رب الملائكة والروح ...
الدموع الصامتة بقضاء الله وقدره ... هي نزهة المشتاق لمحطة كل المحطات ...
الحزن لا يعني البؤس بثياب الياس ... بل الصبر بنور يقذف بالروح من روح الله ...
ما بين حكمة الموت كدار للبقاء ... تتجلى مشكاة الخلود ... وان ملايين القطارات وألاف المحطات ... لا تعادل قطرة ماء من محيط .
|