رد: حديث النفس ( الدعوة عامة )
الرحيل ... الغربة ... النوم العميق ... الموت ...
مترادفات لكلمة واحدة ... هي ... الفراق ...
ولا يبقى منها الا تلك البصمات ... التي تتباين في العمق والشكل والمحتوى واللون والطعم والرائحة ...
هناك فراق يتوارى تحت الثرى ... ويكرم بالدفن في وقت معلوم ومكان معروف ...
وهناك من الفراق ما يحمل معالم الموت مرارا وتكرار ... والجسد الفاني يحيا في اكفان ملونة ...
الذكريات هي بصمة خالدة في القلوب والعقول ... تحملها نسمات رقيقة رغم الصيف الحار ... وتكون بردا وسلاما في مظلة طيف زائر ... يطرق ابوابنا بلا استئذان ...
يحمل بسمة رغم الدموع ... يحمل مصباح بنور النصيحة والكلمة الطيبة ... لتشتت ظلام سراديب الحياة ... كبلسم حلو مر ... ولكنه يشفي ما في الصدور ...
الحاجة ( ام فايز ) رحمة الله عليها ... كانت مثال للام المثالية ... والحماة الصالحة التي تحتضن الكنة بكل الحب والحنان ...
كانت مثال للكفاح السلمي ... وزرع الكلمة الطيبة ... تنثر عبير المحبة للغريب والقريب بروح متسامحة وابثار لا يعرف الكلل او الملل ...
سيدة مرملة بجمال العفة والطهارة ... شقت طريق طويل بالصبر والطيبة بذكاء بديهي حامل لشعلة الايمان ... وتكريس ما تبقى من العمر لعائلة كبيرة ... في ظلال تربية صالحة بكل معنى الكلمة ...
سيدة رفضت احاديث النساء في اطر السذاجة والغيبة وحب المظاهر والسلبية الاتكالية على البشر ...
وقت فراغها كان لله ومع الله ولله ... بايمان صادق ... ودرب حفظ القران ومعرفة حدود الله ... وحفظ علوم القران وتجويده ...
نعم كانت تلميذة لمعرفة علوم القران وهي في الستين من العمر ... وكانت فخورة جداااا بما تحقق من مكاسب علمية من معارف وعلوم كتاب الله ....
كانت تسافر مئات الاميال لا بل الاف الاميال لاغاثة الملهوف والمريض بلذة المتقرب لله ... كريمة بالنفس والمال لتزرع بسمة في عين طفل او يتيم او مسكين ...
كانت راعية لآسر كريمة لا تعرف يدها الشمال ما تدفع بيدها اليمين ... كانت كريمة على الفقير ليحيا وعلى الغني لتكون موعظة واعظة له لمساعدة الغير ...
كانت رحمها الله ملهمة بحب الله ورضاه ... تعلم من علم الله وحكمته ما هو فوق تفسير او تبرير محسوس ...
كانت من المقربين في رحمة الله ... وانتقلت لرحمة الله وبيدها وقلبها محبة كتاب الله .
|