[ميساء البشيتي]

[BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/n4hr_110.jpg[/BIMG]

رائحة البقاء
هل سقطت أوراقك يا خريف ؟
باب بيتك موصدٌ منذ آخر ربيع .. لم يأتك الصيف هذا العام .. أشعة الشمس الأرجوانية المنشأ ارتطمت بمقدمة رأسك ثم أَفَلَت .. كلُّ الخطوات مركونة في فناء المنزل تنتظر العبور .. القبَّرة الحزينة التي كانت تزورك بين الفينة والأخرى غادرت إلى نافذة الجوار .. والموسيقى التي كانت تسترسل من حنجرتك لحظة الغناء أصبحت صامتة ..
كل شيء في ذلك الفِناء يعتريه الصمت .. الصمت الذي يشي بأن الخريف حلَّ عليك قبل موعده .. أو في الميعاد .. ربما لم يزرك الصيف هذا العام .. أو أن ريحاً غريبة طالت الزمان والمكان فعصفت بهما ؛ فتساقط خريفك على الأبواب .. تناثرت أوراقه على الدَّرَج .. تبعثرت حروفه في أرض الديار .. وفاحت منه رائحة الماضي التي كنت تروي لنا منها الحكايات .
داهمك الخريف ورائحة الصيف لا تزال عالقة في الجدران .. رائحة التين لا تزال تنبعث من أوراقه .. والياسمين أخضرَ وإن جفت أعواده .. واللوز وعناقيد العنب وحبات المشمش والكرز متكومة على حالها في صحن الدار .. كل شيء هوى أرضاَ .. مترنحاً .. ثملاً من سكرات الفنَاء .. لكن رائحة البقاء تنبعث من الأرجاء .
الخريف على باب بيتك .. وصوتك لم يحضر كالعادة ليُّكَذب نبوءة الخريف .. وساعي البريد ملَّ من طرق الباب فألقى بالرسائل على لوح من الجليد لتبقى حروفها حيَّة لا يطالها الموت المنتشر كالوباء .. وأطفال الحي يتراكضون خلف كرة من الصوف .. لكن في الساحات المجاورة .. وقطتك تموء من الجوع .. لم تمتد إليها يدك بكسرة خبز .. أو قطعة من بسكويتك المحلاة بالشهد وعطر الفانيلا .
رائحة قهوتك السمراء تنبعث من غرف الانتظار .. عتيقة معتقة .. قد تكون غلت كثيراً قبل أن تندلق في بهو المكان .. وقد تكون لا تزال تغلي في مرجلها .. وأنت ترتشف رائحتها كما ترتشف رائحة الحياة .. وقد تكون غارقاً في رواية جديدة أبطالها من زمن الخرافة .. فتحوا وحرَّروا وشيَّدوا وأنشأوا وكتبوا تاريخاً من المجد .. المجد الذي لا يُقرأ ولا يُقنى ولا يُثَّمن في هذه البلاد ..
قد تكون منكباً على رسم لوحة جديدة .. ترسم بفرشاة الأمل .. مفتاحاً جديداً للعودة .. لا يصدأ .. ولايهترىء مع التقلبات الجوية .. والاختلافات شديدة اللهجة بين مدن الشمس ومدن القمر .. وقد تفاجئنا بظهور قريب يهزم الخريف في عقر داره .. ويسترد منه الشمس .. ويعتلي سلَّم المجد من حيث غادر الأولون .. فما تزال في قهوتك رائحة البقاء .

[محمد الصالح الجزائري]

[align=justify]ويبقى لسحر مدادك ألقه ولما وراء السياقات من دلالات بريقه وعنفوانه!! كنتُ هنا قبل انسحاب الخريف...شكرا لك عصفورة الشجن أختي الغالية الأديبة الفذة ميساء..[/align]

[المصطفى حرموش]

خاطرة..تليق أن تكون جينيريك لسيمفونية الفصول الاربعة' لأنطونيو فيفالدي'' كلمات مطروزة بحبكة بلاغية قل نظيرها..معاني نجحت كاميرا ميساء في الغوص في تفاصيلها..نجحت في تسليط الأضواء على المتناهيات في الصغر..خاطرة تعلمنا كيفية الطواف في حرم الصمت المشبع بالكلام...تحياتي لقلم يزن ألماسا...........

[ميساء البشيتي]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري [align=justify]ويبقى لسحر مدادك ألقه ولما وراء السياقات من دلالات بريقه وعنفوانه!! كنتُ هنا قبل انسحاب الخريف...شكرا لك عصفورة الشجن أختي الغالية الأديبة الفذة ميساء..[/align]

أهلا بك أستاذي العزيز محمد الصالح الجزائري
شكرا لك على هذا المرور الجميل والكلمات التي تعكس نقاء روحك
أخي محمد حضورك يفرش الربيع على ملاءات الخريف
وإن انتهى الخريف فلك كل الفصول
شكرا لحضورك البهي والله يديمك اخي

[ميساء البشيتي]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المصطفى حرموش خاطرة..تليق أن تكون جينيريك لسيمفونية الفصول الاربعة' لأنطونيو فيفالدي'' كلمات مطروزة بحبكة بلاغية قل نظيرها..معاني نجحت كاميرا ميساء في الغوص في تفاصيلها..نجحت في تسليط الأضواء على المتناهيات في الصغر..خاطرة تعلمنا كيفية الطواف في حرم الصمت المشبع بالكلام...تحياتي لقلم يزن ألماسا...........

أخي العزيز المصطفى الحرموش
أهلا بك في هذا الحضور المشبع بالبهاء
كلماتك الجميلة أوسمة وشهادات أعتز بها وأفتخر
سعدت بمروك الكريم وبردك الرقيق
ألف شكر وباقة ورد تليق بك
وأهلا أهلا بك

[د. رجاء بنحيدا]

لكنّ... باب بوحك الجميل طرقته للمرة الرابعة أو الخامسة في كل مرة أقف منبهرة .. في جوفي الكثير من القول ... لهذه الخاطرة المتميزة .. لكن أقف عاجزة عن الكتابة
بأي مداد سأكتب .. وقد كتبت بأجمل مداد عن رائحة .. تستمد عبقها من البقاء والحياة .
أميرة البوح دمت دائما ... رائعة . ]

[خولة السعيد]

أعيدي لقلمك رائحة البقاء ميساء، فبوحك جميل، وخواطرك رائعة