محمد عبد الحفيظ شهاب الدين :-
سألني أستاذي وصديقي الشاعر / جمال حمدان زيادة , عقب قراءته لقصديتي ( سباحة بين الحجيج ) , يمازحني .... :- هل أنت دكتور أم شاعر أم مرشد سياحي ( مطوف حج وعمرة ) ؟ :) ....فكانت إجابتي له على هذا النحو السابح بين عباب الكامل :-
دعني أجيب على السؤال الحائر ِ .....أأحب خلة مرشد ٍ أم شاعر ?ِ
يا صاحبي أنا شاعر في مرشد ٍ ......وأنا كذلك مرشد في شاعر ِ
أنا مرشد بهموم قومي شاعر ......ولنصرة المظلوم أول ناصر ِ
أنا شاعر لبنات فكري مرشد ٌ ......جرسا يؤثر في مجامع عاثر ِ
فيعود عما قد تعود من أذى .......وترق مهجته كفطرة فاطر ِ
صفتان لكن قد مزجتهما معا ........ومزجت كلا منهما بمشاعري
لولا تشابه جوهر ٍ لتنافرا ........ليس التباين غير بعض مظاهر ِ
دعني أعدد للتشابه أوجها ً .......لاحت لعيني من حوافظ خاطري
فهنا أوجه من يضِل لبيته ........وأبيت أسعى في الورى بمنائري
وهنا أقي الأبيات احفظ قدسها ........من أن يسىء لها ضلال محابري
أنا هاهنا لهداية الأرواح كيـ .........لا تستباح كناقة ٍ للعاقر ِ
وهنا أغذي الروح من ثمر النهى ......مستخلصا منه الرحيق كعاصر ِ
أنا هاهنا بوحي يوجه تائها ........وهنا هداي سكينة ٌ للكاسر ِ
علم الفيافي من جميل صنائعي .......علم القوافي من جميل مآثري
للناس ميزان وميزانان لي ........ليطهر القسطاس كل مصادري
أمشي ومشكاة الهداية في يدي ........وتضم مشكاة العروض دفاتري
هل قد وثقت بأن عندي يستوي .......وصفي لديك بمرشد ٍ أو شاعر؟
وبأنما الصفتان في شخصي أنا .......ولدي كيل واحد ٌ من زاجري ؟
اتطل عين في الفتي لمناظر ٍ ......ويروق للأخرى اختلاف مناظر ِ ؟؟
لو أن شطر الجسم أمر جائز ٌ ......هل يشطر الوجدان خنجر شاطر ِ ؟
يا صاحبي إن كنت قد احببتني ........ستكون قد أحببت كل غدائري
ويكون مائي لو أجاج ُ سلسلا ........فالحكم سوف يكون حكم بصائر ِ
ولسوف تشعر أن عندك يستوي ......وصفي لديك بمرشد ٍ أو شاعر ِ
الشاعر جمال حمدان زيادة :-
أبدعتَ حين أجبتني يا شاعري.....ورأيتُ قولك مثلما في خاطري
ما الشعرُ إلا بذرة نلقي بها.....لتصير وارفة لعين الناظر ِ
وعجبتُ من شعرٍ ينوء بحمله.....صدرٌ وتحويه سطور دفاترِ ِ
يا صاحبي جُلُّ القصيد كتبتهُ.....بدموع عي ن لا مداد محابر ِ
ولكم خطفتُ الحرف من جفن الكرى.....وأتى السُّهاد منادما في سامري
ولكم ركبتُ من البحور عميقها.....وجلبتُ منها من نفيس جواهرِ ِ
ولعلني أطوي الليالي والهوى.....دارت عليَّ همومُه ودوائري
وأودُّ لو أنَّ الحبيبةَ قد أتتْ.....ورأتْ معاناةَ الحبيبِ الشاعرِ ِ
ِ